الأخبار
جلال دويدار
دمياط المنتجة.. عدوة البطالة تستحق الدعم.. لصالح اقتصادنا
كم أرجو أن يعيد انشاء مدينة الأثاث في دمياط لهذه المدينة العظيمة التاريخية.. إحياء ريادتها العالمية في صناعة الاثاث.. إن شهرتها ظلت وعلي مدي سنوات وسنوات تحتل الصدارة علي مستوي هذه الصناعة محلياً وعالمياً. ما تميزت به في هذا المجال ليس شيئاً جديداً عليها وإنما كان مهنة الاجداد والاباء والابناء.. برعوا وتفننوا فيها.
ليس أدل علي هذه الحقيقة من لجوء الاستعمار التركي العثماني إلي تهجير العديد من صناعها الي عاصمتهم الاستانة للاستفادة بهم ونقل مهاراتهم. في نفس الوقت وكما سمعت أثناء زيارتي للشقيقة سوريا ان اعداداً من ابناء دمياط صناع الاثاث المنقوش بالصدف انتقلوا ايضاً إلي سوريا ووطنوا هذه الصناعة هناك. ساعد الدمايطة وقوع بلدهم علي البحر حيث كانت حركة السفر والتجارة رائجة بينهم وبين معظم عواصم الدول الواقعة علي البحر المتوسط.
عودة إلي مشروع مدينة الاثاث فإن دور الدولة لا يجب ان يقتصر علي تبنيها وانشائها.. وانما لابد من العمل علي توفير كل سبل تشجيع وانعاش وتجويد انتاجها.. تحقيق هذا الهدف لصالح الاقتصاد القومي من خلال ارتفاع معدلات التصدير.. يتطلب تقديم الخدمات المطلوبة بعيداً عن التعقيدات.
فاعلية هذا الدور لابد وأن يشمل انشاء مراكز للتدريب لضمان استمرار تواجد العمالة الماهرة الذين يكتسبون فنون تصنيع الاثاث علي يد شيوخ الصناع. إن ما يمكن أن يساعد علي تحقيق هذا الهدف أن طبيعة الشعب الدمياطي تأسست علي حب العمل والانتاج وهو ما يعد عاملاً اساسياً ومهماً في نجاح أي مبادرة جادة وصادقة.
إن شهرة أهل دمياط لا تقتصر علي صناعة الاثاث وفقاً لما هو متعارف عليه في كل انحاء مصر.. ولكن كانت هناك العديد من الصناعات الأخري التي برعوا فيها. يأتي من بينها صناعة الجبن والحلوي (المشبك الدمياطي) وكذلك الجلود.. إحياء كل هذه الانشطة يمكن ان يجعل دمياط من أكبر المراكز الصناعية والاقتصادية في مصر. ولا ننسي في هذا المجال شهرة اطباق الطعام الدمياطية وتنوعها وما تتميز به من جاذبية. هذه الشهرة كانت تتمثل في وصف وغزل زميلنا الصديق الدمياطي عباس الطرابيلي لانواع هذه الأطباق. كان يتم ذلك علي هامش جلساته في صالة التحرير »بجريدة الأخبار»‬ التي أمضي فيها شبابه قبل أن ينتقل منها إلي صحيفة »‬الوفد» كاتبا مرموقا وأيضا في صحيفة »‬المصري اليوم».
إن من حق مصر المحروسة ان تفخر بدمياط واهلها الذين يقدسون العمل والانتاج ولا يقبلون بوجود بطالة فيما بينهم. في هذا الشأن يمكن القول أنه يمكن تصنيفها بأنها المحافظة الوحيدة علي مستوي الجمهورية التي لا يوجد فيها عاطل سواء كان كبيراً أو صغيراً. إنها مثال حي لما يجب ان تكون عليه كل مناطق الدولة المصرية.. ان هذا التفوق يعود الي ولاء وانتماء أبنائها لدمياطيتهم وهو وللاسف امر مفقود في سلوكيات معظم محافظات مصر.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف