المصرى اليوم
محمد صيام
الفخر والشرف اللعب أمام الأهلى أما الفوز عليه فهو المستحيل
تبقى كلمة بيل شانكلى المدير الفنى الأسطورى لليفربول الذى كرمه النادى بعد وفاته بتمثال ضخم بطول ثمانية أقدام فى مدخل أنفيلد: «مدينة ليفربول تحتوى على فريقين عظيمين: ليفربول الأساسى والرديف».. وهو صاحب المقولة التى مازال يتباهى بها حتى الآن الشعب الليفربولى: «أنصح أى فريق يواجهنا بعدم التفكير فى الفوز لأنه المستحيل.. عليه فقط التفكير بفخر أنه يواجهنا».

وبكل تأكيد فإن الرجل الذى أعاد تقديم ليفربول للعالم وانتشله من الدرجة الثانية عندما تولى تدريبه عام ١٩٥٩- استمر فيه حتى عام ١٩٧٣- وقاده للدورى ولبطولة أوروبا وأعاد تأسيسه وغيّر مفاهيم التدريب فى العالم فى ذلك الوقت بشكل كامل بما وضعه من أسس جديدة سارت المنهج للمدربين حتى الآن.. كان سيقول نفس الكلام مرة أخرى ولكن على الأهلى وليس أصحاب الفانلة الحمراء الإنجليز- بالمناسبة هو من غيّر زى ليفربول الرسمى من الأزرق للأحمر- بعدما أصبح هناك الكثير من المسلّمات التى على منافسى الأهلى أن يضعوها فى حساباتهم- على المستوى المحلى- عند اللعب أمامه، أهمها أن عليهم عدم التفكير فى الفوز لأنه المستحيل بعينه، وإن حدث فإن ذلك سيكون الإنجاز الأكبر والأضخم. والثانى: أن عليهم أن يستمتعوا فقط بزمن اللقاء ويشعروا بالفخر أنهم يلعبون أمامه، وأن الحظ أسعدهم لمواجهته، ولا يهم ما هى الأسماء التى يضمها التشكيل، هل هى السوبر ستار أم النجوم الجدد الذين ضمهم لصفوفه فى العامين الماضيين، فالأهلى بحسام البدرى بات له فريقان بالبدلاء من الصعب منافستهم أو الصمود أمامهم.. وبشكل أكثر دقة فالأهلى هو الذى ينافس نفسه فى الدورى.

وإذا كان على المنافسين أن يستمتعوا باللعب أمام الأهلى ويشعروا بالفخر فلابد للمدربين أن يتوقفوا كثيرا ويتأملوا طويلا كيف وصل الأهلى لهذه الإجادة المطلقة على المستوى المحلى ولكل هذا الانضباط التكتيكى والسلوكى داخل وخارج الملعب، وما الفارق بينه وبين الآخرين، والأخيرة لا تتعلق بالأجهزة الفنية فقط وإنما بالإدارة التى بنت واجتهدت على مدار السنوات الماضية وقدمت كل الجهد لإعادة بناء الفريق ولم تتحدث عن مبادئ ولا تاريخ ولا روح الفانلة الحمراء أو غيرها من الأكلشيهات التى لم يعد لها مكان فى هذا العهد وإنما تعاملت بحداثة كبيرة وبفكر راقٍ بدأه المهندس محمود طاهر، رئيس النادى السابق، الذى نجح فى توفير البدائل قبل التفكير فى بيع الأساسيين، ونجح فى صناعة نجوم جدد قبل التخلص من الأساطير الكبيرة، فوجود وليد أزارو أنهى الحاجة لعماد متعب، وقضى تماما على مجرد التفكير فى جدواه.. وتألق أجايى جعل الجماهير تنسى رمضان صبحى.. وإجادة أيمن أشرف أنهت الجدل حول أحمد حجازى.. وكفاءة محمد الشناوى منعت شريف إكرامى من مجرد المطالبة باللعب وشفت الجهاز الفنى والجماهير من صداعه وحررتهما من ضغوطه.. وتوهج إسلام محارب دفع الجميع للإشادة برحيل مؤمن زكريا.. ولا يتوقفون أمام الخمسة لاعبين غيره الذين رحلوا للدورى السعودى بداية من صالح جمعة ونهاية بأحمد الشيخ قبل عودة حسام غالى.

الأهلى صنع نظاما وقدم درسا فى كيفية التحديث، وهو الفارق بينه وبين الغير، وليكن مصر المقاصة النموذج المقارن، فالفارق بين الإدارتين، بين محمد عبدالسلام ومن يدير الأهلى، كالفارق بين من يلعب الكرة على سبيل الهواية فى مناسبات سنوية وبين من يمارسها كمحترف، فالرجل تخلص من لاعبيه الكبار سعيا للمال دون إعداد بدائل، فبات قريبا جدا من الهبوط بعدما أنهى قبل شهور الدورى فى المركز الثانى، ومثلما يعانى المقاصة من نقص الأكفاء بعد بيع النجوم وهو عمل غير احترافى يحاسب عليه رئيسه، فإن الأهلى من الممكن أن يواجه نفس المشكلة ولكن بشكل مختلف وهى وجود لاعبين كبار ليست هناك حاجة لهم ولا يتسع لهم التشكيل الأساسى ولا مكان لهم على دكة البدلاء.

يبقى أخيرا أن الأهلى فنيا وصل لمرحلة عالية من الأداء سببها الرئيسى دون إغفال حجم الجهد الذى يبذله حسام البدرى أن لدى الجميع قناعة بما يتخذه الجهاز الفنى من قرارات، فلا اعتراضات ولا شكوى لأحد أو انتقاد، وقبل كل ذلك فإن هذه الوفرة من الجاهزين رغم ضغط المباريات وخلو القائمة من الإصابات تحسب أيضا لمارتن يول لنجاحه فى تحديث أجهزة الإعداد البدنى والاستشفاء والعلاج الطبيعى، فلم تعد هناك إصابات عضلية طويلة، ولا إرهاق وإجهاد يطارد النجوم، ولا تشكيلات اضطرارية، وإذا كان الرجل زرع فالآن وقت جنى الثمار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف