الأهرام
د. مصطفى عبد الغني
إغلاق الشبكة الإلكترونية.. من يجيب؟
تتوالى التحذيرات والمخاوف والأخبار التى تحذر وتلفت النظر من آن لآخر الى خطورة وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة أن هذه التحذيرات وتلك المخاوف تتعدد وتتحدد فى كل مرة من هذه الأشكال والكيانات التقنية المتقدمة على العقل والأمن العربي، فبعد أن كان من الممكن فهم الأثر الإعلامى المعروف عبر الصحافة من القرن السابع عشر ثم تأثير الراديو والتليفزيون فى القرن العشرين حتى تطورت وتصاعدت مؤثرات وسائل التواصل الاجتماعى فى القرن الحادى والعشرين من حيث انتشار مواقعها وصفحاتها لتعكس الوجه الإيجابى لوسائل الاتصالات وبالتبعية الوجه السلبى لها.إن المصادر الرسمية تشير الى أن أكثر من 28 مليون صوت من شباب مصر أصبحوا من أصحاب هذه الوسائل مرتاديها وزوارها؛ ويزيد الأمر خطورة حين نعبر الغرب إلى إسرائيل التى تخصص القوات الإسرائيلية فيها أربع وحدات مهمتها مراقبة«بوستات« و«تغريدات« المصريين على كل من »فيس بوك« و«تويتر« على رأسها الوحدات 8200 وحتصاق و«MI« ورام ، خاصة وأن المعلومات المتداولة تؤكد أن هذه الوحدات بها ضباط يتحدثون بالعامية المصرية، ولديهم القدرة على التواصل عبر صفحات مشبوهة مع شبكات التواصل الاجتماعي، ولم يعد سرا ان هذه الوحدات متطورة من الناحية الفنية والتكنولوجية إلى حد بعيد كما تعتمد فى المجال الاستخباراتى على الرصد والتنصت والتصوير والتشويش فضلا عن الوسائل المتقدمة فى هذا الصدد حتى إنه يتم استخدام طائرات دون طيار لتزود القيادات الأمنية والمخابراتية لدولة الاحتلال الإسرائيلى بالمعلومات المهمة فى هذا الصدد.

الأكثر من هذا أن المعلومات المتداولة المعروفة الآن هى أن إسرائيل دشنت أربع وحدات مهمتها مراقبة ورصد اصداء وتغريدات المصريين خاصة من الشباب المصرى الذى يعكف أغلبه على هذه الوسائل خاصة فى »الفيس بوك« و«تويتر« فضلا عن رصد وتتبع الأدوات الرقمية التابعة مثل«الانستجرام« وشبكات عديدة منها هذه المدونات الإلكترونية فضلا عن الأدوات الرقمية الاخرى فى مقدمتها ال«فايبر«، أضف الى ذلك أن الأصوات التلقائية المستمرة من الواقع والصفحات الالكترونية التى تقع فى اهتمام الإسرائيليين تعبر من الشبكات الإلكترونية إلى المحمول الذى يتمتع بقدر كبير من المادة المعلوماتية بما يشير إلى ذلك الخطر الكبير الذى يمكن أن يحيق بنا وبشبابنا من هذه العيون الرقمية التى تتركز فى التعرف على فكرنا ووعينا المعاصر.

الأكثر من هذا إيلاما أن ذلك كله يعبر بنا إلى ما يمكن أن ينال منا بذلك من هذه الجماعات وتلك اللجان الإرهابية التى تتحصن بالدين وتوظفه لأهدافها؛ فمن السهل كما نعلم أن تسعى مثل هذه الجماعات الإرهابية التى تتحصن بالدين وتدافع به عن أغراضها البذيئة أن تقدم على هذه الوسائل الكثير من الأكاذيب والترهات التى ترتدى لباس الدين لخداع ومحاولة فرض الخطاب الدينى المزعوم .

وهو ما يعود بنا الى هذا الخطر الذى لا يمكن القضاء عليه بالوسائل التقليدية وإنما بالوسائل العنيفة لحماية الوطن الذى يقف فى القرن الحادى والعشرين فى مهب رياح الغرب الامبريالي: ما هو رد الفعل الإيجابى لنا؟ وهل هو كما يتردد يتم بإغلاق هذه الأدوات؟ وكيف يمكن مواجهة هذه الوسائل فى العصر الراهن؟ وكيف بمكن حماية شبابنا الذى جاوز فى إدمانه لهذه الوسائل إلى درجة يصعب العود منها؟ وهل يمكن اغلاقها فى القرن الحادى والعشرين؟ هل من مجيب..؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف