حسين حمزة
بكل صراحة - من قتل «بسمة»؟
سبق أن كتبت عن الإهمال الرهيب الذي يجتاح قطارات السكة الحديد خاصة علي خط الصعيد.. سوء حالة نظافة.. عشوائية الركاب وتهربهم ـ عمدا ـ من دفع الأجرة معتمدين علي التزاحم الرهيب من العمال والطلبة في القطارات الفاخرة (سابقا) ليجعلوا كل من حجز كرسيا يندم علي ما لاقاه من عذاب وبهدلة غير آدمية.. كل هذا حدث ومازال يحدث.. لكن هناك جرائم أكثر وحشية من كل هذا الإهمال.. هناك قلة من شباب غير مسئول.. مستهتر يتعمدون قذف القطارات بالحجارة أثناء سيرها لتخترق الشبابيك الغائبة وتسقط ضحايا أو أمواتا أو إصابات بعاهات مستديمة بلا أدني ذنب اقترفوه! هذه الجرائم ترتكب كل يوم علي كل الخطوط دون تحرك رادع من أجهزة الشرطة.. فلو حدث أن تم إلقاء القبض علي بعض المتهمين بارتكاب هذه الجرائم ويتم الإعلان عنهم، فبالتأكيد سيكون هذا رادعا لكل من تسول له نفسه تهديد حياة الأبرياء، لكن للأسف لم يحدث!
بسمة عمرها خمس سنوات طفلة جميلة كانت بصحبة والدتها التي هدها الحزن علي فراق زوجها.. دموعها لم تجف.. ركبت القطار من كفر صقر بالزقازيق وعلي حجرها تجلس بسمة تلتفت فتمسح ببراءتها دموع والدتها وتربت علي كتفيها في حزن »معلش يا ماما.. بابا أكيد راح الجنة»..َ فتأخذها الأم في أحضانها ويزداد نحيبها.. دقائق وتنطلق صرخة هزت مشاعر ركاب العربة من الصغيرة.. الكل جري نحوها اكتشفوا الكارثة مجهول قذفها بحجر من خارج القطار فيدمر عينها اليمني.. تتدفق الدماء من عينها كالشلال وصرخاتها تحرك الصخور.. حملتها الام المكلومة الي المستشفي هناك اكتشف الاطباء انها فقدت عينها اليمني بالكامل وتحتاج لعلاج مكلف جدا! حملت صغيرتها والهم الجديد الذي أثقل كاهلها ولا تعرف ماذا تفعل لتعيد النور إلي عين بسمة.. كل هذا والجاني مطلق السراح يطلق ضحكات هيستيرية بحثا عن ضحايا جدد يمارس فيهم هوايته المفضلة.. ليبقي السؤال الحزين: من قتل بسمة؟!