خالد ابو بكر
وجاء يوم أكتب فيه عن «الأستاذ» إبراهيم سعده
كنت مسئولا في المدرسة عن نشاط رائع اسمه الإذاعه المدرسية وكانت تتبع قسم اللغة العربية وكنا نذهب مبكرا كي نحضر للفقرات التي سيتم اذاعتها في فقرة الصحافة وهي واحدة من اهم الفقرات في الاذاعة المدرسية، وكنت اقوم تحت اشراف اساتذة اللغة بتصفح الجرائد اليومية لاختيار الاخبار التي ستتم اذاعتها، فاذا بأحد الاساتذة يضع الخبر الاول وهو تكليف ابراهيم شكري (رئيس حزب العمل وقتها) بتشكيل الحكومة.
أي ان الرئيس الاسبق مبارك اقال عاطف صدقي واختار مكانه ابراهيم شكري !!
فتعجبنا جميعا وقلنا له من أين اتيت بهذا الخبر؟ فقال ان الخبر صفحة أولي في جريدة اخبار اليوم في مقال للكاتب الكبير إبراهيم سعده
وبدأنا جميعنا نقرأ المقال الذي كتبه إبراهيم سعده بالتفصيل والذي اكتفي استاذ اللغة العربية بقراءة عنوانه فقط.
كان هذا المقال هو بداية معرفتي بقلم الاستاذ إبراهيم سعده والذي شرح فيه كيف سيكون الحال اذا ما كلف مبارك واحدا من معارضيه برئاسة الوزراء،، وكان مقالا جريئا في هذا التوقيت وبهذا العنوان، ثم اصبحت قراءة مقال إبراهيم سعده بالنسبة لي هي عادة لا استطيع ان اتخلي عنها..
وجاء اليوم الذي أنا الان فيه اكتب عن الأستاذ إبراهيم سعده وفي جريدة أخبار اليوم بينما لا اقرأ له مقالا ولا أجده في مصر منذ عدة سنوات!!
ومن الطبيعي أن تشمل هذه السطور جانبا طويلا للحديث عن شخص وتاريخ الاستاذ إبراهيم سعده، لكني صراحة اترك ذلك لتلاميذه في مؤسسة اخبار اليوم فهو حق له وواجب عليهم.
لكني ألوم الجميع في هذه المؤسسة العريقة التي احبها وأتشرف بالكتابة في اصداراتها وهو لوم في محله فأين أنتم من الاستاذ إبراهيم سعده؟ وان اجبتم باننا فعلنا وفعلنا، فهل يكفي ما فعلتم لرد الجميل للأستاذ؟
ان ثقتي ان مؤسسة اخبار اليوم بكل ما فيها من أقلام شريفة ومحترمة مازال لديها الكثير كي تقدمه للأستاذ إبراهيم سعده.
والحقيقة ان الرجل الان يعيش خارج بلاده منذ سنوات طويلة وهو موجود في واحدة من أجمل المدن الأوروبية وأكثرها نظاما ورقيا.
لكن يعرف كل مصري أصيل عاش خارج وطنه أنه رغم كل ما في هذا الوطن من صعاب إلا أنه بداخلنا ولا يمكن أن يتخيل أحد منا انه محروم من العيش في هذا البلد مهما توافرت له أكبر سبل الحياة في العالم.
ووفقا للأخبار الصحفية فإن الاستاذ إبرهيم سعده متهم في قضية عرفت اعلاميا بقضايا الأهرام وهي مازالت منظورة أمام القضاء منذ سبع سنوات، ولا يمكنني كرجل قانون أن اتحدث عن القضية بأي حال من الاحوال أو ابدي فيها رأيا، لكني فقط أؤكد علي حقائق عامة منها:
- أن كثيرا من الصحفيين الكبار تصالحوا في مثل هذا النوع من القضايا وتمت تبرئتهم.
- أن موضوع إجراءات التقاضي الطويلة الأمد أيا كانت اسبابها هي ظلم بين للمجتمع ولأطراف التقاضي.
- أنه من حق أي مواطن أن يشكو بطء التقاضي وعلي الدولة مجتمعة أن تجيبه.
- أن هناك رموزا أثرت في وجداننا لا يمكن أن تمثل واقعة واحدة (لم تحدد صحتها) ختاما لحياة كاملة في خدمة الوطن.. هناك صراع كبير بداخلي كرجل قانون وكإنسان.
لكني أعتقد ان الاستاذ إبراهيم سعده يستحق منا تقديرا اكبر من هذا، واعتقد اننا لابد ان نفكر ماذا نستطيع ان نقدم له؟ وأن نضرب مثالا للوفاء.
أتمني أن أري الاستاذ إبراهيم سعده قريبا في بيته في القاهرة.