الوفد
مصطفى شفيق
من يملك الشارع؟
أسأل نفسى كثيرا من يملك الشارع المصرى؟ السؤال ليس له علاقة بالسياسة... لا أقصد المفهوم السياسى لملكية الشارع... لا أقصد من الشخص الذى يحبه المواطن المصرى... قد أكون التقيت محبذا لهذا المعنى الذى يكاد يتحول إلى مصطلح سياسي عند محترفى الانتخابات. ما أقصده هو المعنى المباشر للسؤال... الشارع المصرى موزع بين بلطجية المواقف العشوائية المسكوت عنها من كل المسئولين... وبين أصحاب المحال الذين يضعون صناديق القمامة امام محالهم ليمنعوا الناس من الوقوف بسياراتهم... أو حتى السير على الرصيف وهو أمر آخر مسكوت عنه... وبين بلطجية الركن أو الانتظار... وهؤلاء يسيطرون على النصيب الأكبر من الشوارع والميادين... عدة الشغل فوطة... وصفارة... وحديثا أضاف بعضهم «جاكت فوسفورى»... والحكاية سهلة.. تختار رصيفا أو ميدانا وكل من يقف يدفع... المحظوظون منهم يقفون في وسط البلد... هناك التسعيرة وصلت عشرين جنيها لمجرد الانتظار لفترة قد لا تزيد على ساعة.. في المناطق الأكثر فقراً والأقل إقبالا مازالت التسعيرة في حدود الجنيهات الخمسةـ... وهذا أيضا من الأمور المسكوت عنهاـ... المثل الشعبى يقول «عمل ودن من طين والتانية من عجين» حين يرى أحدنا الخطأ ولا يتحرك لتصحيحه... الحكومة عندنا رائدة التطوير عملت عين من طين والتانية من عجين... فلم يتدخل مسئول حى واحد لوقف أعمال الاستيلاء على الشارع... لم نسمع عن اجتماع عقده رئيس حى واحد مع أصحاب المحلات للتنبيه على ضرورة افساح الأرصفة والأماكن المواجهة لمحالهم للمشاة وأصحاب السيارات... كنا قديما نحمل هم الزحام أثناء الانتقال من مكان لآخر... اليوم أصبح مكان ركن السيارة هو المشكلة الأصعب... رجال المرور شركاء في الاستيلاء على الشارع... فركن السيارة ولو صفًّا عاشرًا عند أحد بلطجية الانتظار يحفظها من تعديات الونش... ومن مخالفات الممنوع... منذ أسابيع أثيرت نفس المشكلة في وسائل الإعلام.. الرد الغريب كان لم نتلقَ بلاغات في هذا الخصوص... هل لو رأت الحكومة رجلا يقتل آخر ستنتظر البلاغ؟... هل لو صادف أحدنا لصا يسرق سينتظر الإبلاغ ؟... عموما صور الاستيلاء والاعتداء على الشارع كثيرة... بعضها يتم أثناء الرصف... وأثناء التجميل... وأثناء توصيل الخدمات... وحتى أثناء حملات النظافة... في كل الأحوال تنتهك حرمة الشارع... في كل الأحوال يتم الاعتداء عليه... وفى كل الأحوال تصنع الجهات المسئولة عينا من طين وأخرى من عجين.
شوارعنا دليل تقدمنا أو تخلفنا... وما يتم عليها... وفيها يندى له الجبين... ويؤكد أن الفساد ليس فقط أن تعطل مصالح الناس... لكن أن تعتدى على حقوقهم... فاعتدال حالة الشارع واحد من حقوق الانسان.

تباريح
ورحل جمال يونس زميل العمل ورفيق السنوات.. وترك في القلب جرحاً عميقا.. اللهم ارحمه وارحم والديْنا رحمة واسعة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف