المصرى اليوم
دينا عبد الفتاح
حدوتة مصرية!
أتصور أن الأجندة التى ظهرت فى يد الرئيس أكثر من مرة بها جدول أعمال مزدحم، تتطلب إرادة شعب حقيقية لإعادة بناء دولة عانت لسنوات طويلة من التسويف والتعامل بمبدأ المسكنات .

القيادة السياسية للبلاد الآن باتت تتبنى فكراً وسياسة مغايرة، جعلت دورها لا يقتصر فقط على وضع الخطط والاستراتيجيات ولكن تجاوز هذا الأمر لمتابعة يومية دقيقة يقوم بها الرئيس بنفسه للوقوف على أداء كافة الجهات المعنية فى الدولة والمكلفة بمهام إعادة بناء الوطن، مما جعله على دراية تامة بكل كبيرة وصغيرة تحدث على أرض الواقع مما يمكنه من إتخاذ القرار السليم فى التوقيت المناسب.

تلك السياسة جعلت الدولة تتقدم بين اليوم والآخر، حيث يصبح الاقتصاد فى موقع، ويُمسى فى موقع آخر، نتيجة الإنجاز المستمر للأعمال، ووضع سياسات واتخاذ قرارات جديدة وتحديثها بصفة دائمة، فهذا المجهود يحتاج لفرق وكتائب من أجل متابعته وضمان استمراره ونجاحه، خاصة إذا كنا فى بلد نامى مثل مصر لا تملك أنظمة حديثة للمتابعة مثل تلك التى تمتلكها الدول المتقدمة وتنفق عليها مليارات الدولارات.

ويمكننا الآن القول بأننا نبنى هرماً جديداً للتنمية له قمة وجميع الخيوط موصولة بتلك القمة لتضمن وحدة الرؤية والاتجاه، وتنسيق المجهود على نحو يؤدى لتحقيق المستهدفات، ويمكننا الملاحظة أيضا أن الدولة تحارب بيد لتقضى على الفساد والإرهاب، بينما تبنى باليد الأخرى أمجاد حقيقية ليست مجرد شعارات، وقصة تصلح لأن تكون قصة يرويها الأجداد للأحفاد فى المستقبل تحت عنوان «حدوتة مصرية».

حدوتة أبطالها مجموعة من الأوفياء يتقدمهم رئيس صادق، يؤمن بالعمل الحقيقى أكثر من القول، ولا يتعامل مع «الكلام المنثور» لتقييم الأداء، بينما يعتمد على أرقام لا تكذب، وإنجاز على أرض الواقع لا يمكن اخفاءه.

رئيسنا لم يهتم بشعبية القرارات ليعظم شعبيته، وإنما اعتمد على المردود الحقيقى لتلك القرارات فى الحاضر والمستقبل، على اعتبار أن التاريخ لن يعترف بـ»شعارات” وإنما سيعترف بمن بنوا بحق أوطانهم، ومن لعبوا دوراً حقيقياً فى تحسين معيشة الشعوب، وأصحاب التجارب التنموية الحقيقية.

مستوى العمل الحالى لن يغير فى موقع الاقتصاد بين اقتصاديات العالم فقط، وإنما سيغير قيم ومفاهيم وأفكار ومعتقدات أبناء هذا الوطن، بشأن العمل والإنتاج والبناء، لتتشكل لدينا ثقافة جديدة كنا أحوج الشعوب إليها، حتى نتمكن من الخروج من شعارات «حضارتنا – ماضينا – أجدادنا» ونقول «هكذا نحن”، حاضرنا متطور ومستقبلنا مشرق، ونملك ظروف أفضل للغد، حتى يعيش الأبناء والأحفاد حياة أفضل، تحقيقاً لمبدأ ومفهوم “التنمية المستدامة” التى يتطلع إليها كافة أبناء الوطن الذى ظل مهمشاً لسنوات طويلة .

يعجبنى كثيراً طريقة إدارة الرئيس السيسى للوقت وتعامله مع مستوى الإنجاز المحقق على أرض الواقع، فهذا الرجل ليس لديه سقفاً للطموح، لذا تجده فى أغلب الأوقات غير راض عما تم تحقيقه ويرغب فى المواصلة والتطوير والتحسين.

الرئيس يعلم جيداً أننا لا نملك رفاهية الوقت ويصّدر هذا المفهوم للجميع، ويوجه فى إدارته لشئون الدولة الحكومة والوزراء نحو استغلال الوقت بشكل أمثل والمتابعة اليومية للأعمال، وأبرز دليل على ذلك ما شهدته سيناء على مدار الأيام الماضية، فكانت هناك قوة تحارب وتدحر الإرهاب وتدمره، بينما كانت هناك قوة أخرى تبنى المدن، وتشيد الوحدات السكنية، وتمد الطرق، وتهئ بيئة الاستثمار، القوتان عملاً فى نفس المنطقة على أرض الفيروز، فمشروعات التنمية التى تنفذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لم تتوقف للحظة مع استمرار عمليات جنودنا البواسل «سيناء 2018»، لذا نجحت الدولة فى كتابة شهادة وفاة الإرهاب بينما استخرجت شهادة ميلاد التنمية والتعمير فى سيناء.

وإلى جانب كل تلك الآليات والمفاهيم الجديدة التى يطورها ويرسخها الرئيس وحكومته لدى الشعب المصرى تجد أعمالاً أخرى مركزة توجه لصالح المواطن البسيط، وترعى مصالحه وتضمن توفير احتياجاته مثل مبادرة التأمين على العمالة الحرة فى القطاعات المختلفة، ومبادرة اتاحة خدمات التأمين الصحى لكل أفراد الشعب، وتطوير منظومة الخدمات الصحية المقدمة إليهم، وتطوير المرافق التى تخدم المنازل والشوارع، حتى يتحسن المستوى المعيشى للمواطن ليتواكب مع تطور الاقتصاد، وهذا ما يطلق عليه فى الاقتصاد «عدالة التوزيع»، حيث أن التنمية العادلة هى تلك التى يستفيد منها الفقير قبل الغني، ويشعر بنتائجها كافة فئات الشعب.

يأتى مع ذلك الاهتمام الفريد الذى يوليه الرئيس بالشباب والمرأة، فالمرأة لم تجد سابقاً الدعم التى تجده الآن على كافة المستويات من خلال تهيئة بيئة حقيقية لنمو أعمالها وتنفيذ أفكارها واحترام كيانها وتواجدها فى المجتمع، كما أن الشباب أصبحوا عامل مشترك فى كل الخطط والمبادرات والأعمال التى تطلقها الدولة، وأصبح مكانهم محجوزا على مائدة الرئيس قبل أماكن الوزراء والمفكرين والخبراء، فى إشارة منه لمشاركتهم الحقيقية والمحورية فى بناء الوطن والمستقبل.

اتصور مع كل هذه المتغيرات أن أرى وطنى فى موقع أفضل بين الدول، ليكتب فى المستقبل القريب تجربة تنموية فريدة تدرسها الأوطان الأخرى، وتتناولها الدراسات العالمية، وتأتى الوفود الأجنبية ليتعلموا منها، كما أتى اليابانيون ليتعلموا من تجربة مصر فى بناء قطاع عام قوى فى منتصف القرن العشرين، وكما أتى الأتراك ليتعلموا من نهضة مصر فى البناء والتعمير والصناعة فى مطلع القرن التاسع عشر؛ فتلك هى مصر وستظل دائماً بإذن الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف