أسألكم أن تنحوا خلافات السياسة جانبا، أو بالأحرى لا تدعوها تطمس أو تشوه الحقائق، ذات الأهمية والأولوية القصوي، فعندما يكون الوطن فى خطر، فلا شيء يقدم على حمايته، وتكاتف الجميع فى الدفاع عنه.
الحقيقة الواضحة مثل شمس ظهر يوم صيفى حار، إن مصر تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب، وأن هذه الحرب ليست ضد جماعات إرهابية فقط، ولكنها ضد «مشروع» تسانده قوى إقليمية ودولية، يستهدف إسقاطها وتركيعها.
هذه الحرب من حسن حظنا يخوضها نوع من الرجال، لا يبخل بروحه ولا يساوم، ويتسابق على الارتقاء شهداء للواجب المقدس، وفداء لكل ما لا يباع ولا يشتري.
هؤلاء الرجال لم تمنعهم نيران الحرب، أن يطلقوا «أنشودتهم» الخاصة، التى يغنونها بأصواتهم العذبة والقوية والخشنة، فتخرج من صدورهم مثل «طلقات» رصاص ساخن، تنطلق نحو الهدف مباشرة، فترشق فى القلب، مفجرة مشاعر مختلفة، مزيجا من المحبة والدفء والتوحد، وتمنحنا شعورا بالثقة.
أدعوكم أن تستمعوا إلى نشيد «الفرقة 103» صاعقة، الذى أعده زملاء الشهيد «غير المنسي» العقيد أحمد المنسي، يعبرون فيه عن حبهم للوطن، ويقسمون بالدفاع عنه، واستكمال رحلة الشهيد، ويبدأ النشيد بهذه الكلمات : «قالوا ايه علينا دولا وقالوا ايه، منسي بقى اسمه الأسطورة ، من أسوان للمعمورة» .
لقد ترك النشيد فى نفسي، أثرا إنسانيا ووطنيا هائلا، وتعاطفا مع الرجال الذين تعمدوا أن يتركوا نشيدهم مفتوحا بلا نهاية، حتى يضموا ما يستجد من الشهداء.
فى الختام .. يقول الشاعر أحمد فؤاد نجم:
«آن الأوان يا ولدي / تنفض الشركة واصل / وينزاحوا الكلاب»