اتصل بى مساء الأربعاء الماضى (21/2) أخ فاضل وصديق عزيز نابه من أبناء جيلى المميزين، وقال لي: هل تتذكر المناسبة التى سوف تحل علينا غدا؟ إنها عيد الوحدة المصرية السورية. وسعدت بتلك المكالمة كثيرا، إذ إنها تؤكد ما حفرته تلك الوحدة من أحلام رائعة فى أذهان جيلنا من مشاعر وآمال سرعان ما تلاشت كحلم جميل، واليوم لا نسأل أين الوحدة بل أين سوريا! وخطرت على بالى مقارنة لا يمكن تفاديها، لقد شهدت مصر ثورة 25 يناير التى انصاع لها الرئيس الأسبق مبارك وتخلى عن الحكم بعد 18 يوما من اندلاعها، وحل محله المجلس العسكري، ثم وقعت التطورات التى نعرفها جميعا حيث قفز الإخوان للسلطة قبل أن تتم الإطاحة بهم فى 30 يونيو. غير أن الأمور جرت على نحو مختلف تماما فى سوريا التى بدأت أحداث ثورتها فى منتصف مارس2011 حيث توالت المظاهرات فى عدد كبير من المحافظات ...ولكن الأسد لم يكن مثل مبارك، ولا كان الجيش السورى مثل الجيش المصرى الوطني، وفى المقابل فإن القوى الإسلامية المتطرفة، بدءا من الإخوان وحتى الدواعش، دخلت فى مواجهة أمنية شرسة مع النظام الذى لم يدخر وسعا فى التعامل الوحشى مع الجميع، سواء المعارضة المدنية والديمقراطية، أو المعارضة الإخوانية الداعشية. ولقد دخلت الحرب الأهلية السورية عامها السابع، وفتح الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبى الروسى الأمريكي، وفى نفس الوقت أخذ الملايين يهجرون بلدهم بحثا عن ملاذات آمنة. غير أننى ــ فى مناسبة الوحدة ــ لا أتصور إلا أن تقف مصر بكل قوة وراء القوى المدنية الديمقراطية والخروج من هذا النفق المظلم الطويل. واليوم، فإن كل ما يأمله السوريون ــ وأنا أكتب هذه الكلمات صباح السبت، فى ذكرى الوحدة! ــ أن يصوت مجلس الأمن على مشروع قرار لفرض هدنة إنسانية لإغاثة أبناء الشعب السورى الذين اكتووا بنيران المعارك الشرسة هناك .
حفظ الله سوريا الحبيبة!