الأخبار
نبيل زكى
ورطة أردوغان
تقول صحيفة »نيويورك تايمز»‬ الأمريكية ـ عدد ٢٢ فبراير ـ إن دخول القوات السورية إلي مدينة عفرين، التي احتشد ٢٥ ألف جندي تركي للسيطرة عليها، ألحق الضرر بطموحات تركيا في سوريا، وأن هذه واحدة من النكسات العديدة التي أصابت الرئيس التركي أردوغان خلال السنوات السبع من الحرب في سوريا.
ويقول مايكل ستيفنز، الباحث في شئون الشرق الأوسط بمعهد الخدمات الملكية المتحدة في لندن، إن تركيا لا تشعر بارتياح إزاء هذا التطور الذي يحد من الخيارات الاستراتيجية أمامها. وكانت تركيا قد حشدت المئات من المقاتلين »‬السوريين» الذين تلقوا تدريبا علي أيدي وكالة المخابرات المركزية الامريكية ليكونوا رأس رمح لهجوم الجيش التركي علي عفرين التي تدعي أنقرة أن الأكراد المقيمين فيها يهددون الأمن القومي التركي لأنهم يشكلون إدارة ذاتية قد تدفع الأكراد الأتراك إلي أن يحذوا حذوهم!
ولو كان أردوغان يعني ما يقول وأن وجود الأكراد علي حدود تركيا يشكل خطرا علي الكيان التركي.. فقد كان الطريق الصحيح أمامه هو أن يمد يده إلي دمشق لكي تحمي وحدة الأراضي السورية. غير أن أردوغان يريد إحداث تغيير ديموجرافي في الشريط الحدودي مع سوريا عن طريق نقل النازحين السوريين في تركيا إلي الجانب السوري من الحدود التركية ودفع الأكراد إلي النزوح بعيدا صوب الداخل السوري. كذلك يريد أردوغان أن تحصل تركيا علي دور في القضية السورية باعتباره »‬أحد مفاتيح اللعبة إقليميا» مما يلبي تطلعاته العثمانية.
غير أنه خلال أكثر من شهر من القتال لم تتمكن القوات التركية من السيطرة علي عفرين رغم القصف الجوي والمدفعي الواسع. وكانت القيادة التركية قد تحدثت، في البداية عن خطط لهجوم »‬خاطف» علي مدينة عفرين. وأصبحت خسائر الأتراك فيما سمي بحملة »‬غصن الزيتون» خلال هذا الشهر تقترب من نصف الخسائر التي تكبدوها في حملتهم السابقة »‬درع الفرات» التي استمرت ما بين خمسة وستة أشهر. وجاء استهداف البنية التحتية والأماكن الأثرية في عفرين علي يد الجيش التركي بعد تعثر حركة هذا الجيش والبطء الشديد في محاولته الزحف علي المدينة.
والآن يقول الأكراد في عفرين إنهم مواطنون سوريون، وبالتالي يحق لهم التمتع بالحماية والرعاية من دولتهم. وهكذا قرروا العودة إلي الوطن السوري وطلبوا مساعدة جيش بلادهم من أجل التصدي لقوات الغزو التركي.. وخاصة بعد أن فقدوا الثقة في الولايات المتحدة. وتقول صحيفة »‬اوراسيا ديلي» إن الأتراك قد يتعرضون لخطر الغرق في معاركهم مع الأكراد والقوات السورية. وتقول »‬نيويورك تايمز» إن الفكرة التي تدعو الحكومة السورية إلي السيطرة علي عفرين قد تشكل مخرجا لأردوغان من ورطته، وخاصة أن روسيا استخدمت الهجوم التركي علي عفرين لإرغم الحكومة السورية والأكراد علي العمل معا.
ومشكلة أردوغان هي أن انسحابه من عفرين يعني أن الضحايا الأتراك سقطوا عبثا وأن كل ما فعله هو تقديم عفرين هدية للرئيس السوري!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف