بمجرد أن تطأ قدماك قاعدة قوات شرق لمكافحة الإرهاب في سيناء، تشعر بالطمأنينة وأن الإرهاب إلي زوال، إنها تبة صخرية هائلة تحت الأرض بـ 27 متراً، تدير الحرب المقدسة، ويفتش الأبطال عن الإرهابيين »شبراً بشبر» في كل بيت ومزرعة وفوق الأرض وتحت الأرض.
جاء الرئيس كعادته مبتسماً، ليفتتح القاعدة ويزيح الستار، وحوله مجموعة من الوزراء وكبار القادة العسكريين ورجال الإعلام وساد الارتياح بمجرد نزوله من السيارة، مرتدياً الزي العسكري مما ينبئ بأخبار مهمة، فالرئيس لم يرتد هذا الزي إلا في افتتاح قناة السويس الجديدة، وفي زيارة ميدانية منذ عدة سنوات، وكانت الرسالة المقصودة هي: »مصر القوية».
سألناه عن »الصفقة الكبري» التي تتحدث عنها وسائل الإعلام المعادية، بزعم أن مصر تحرر سيناء من الإرهابيين لتسلمها للفلسطينيين، فلم يُبد الرئيس دهشته من الشائعات المغرضة، وقال بحسم »مش بنعمل كل ده في سيناء علشان نسلمها لحد».. وتحدث عن القرار الذي اتخذه في عام 2012، إبان توليه منصب وزير الدفاع بوقف التملك في سيناء.
ملحوظة: الرئيس والجيش هم الذين أفسدوا الصفقة الكبري، التي أبرمها الإخوان لبيع سيناء، واعترف بها فيما بعد الرئيس أبو مازن، مؤكداً أن المعزول مرسي عرض عليه التنازل عن 1000 كيلو متر لتوسيع غزة، ولما رفض قال له بغضب »انت مالك».
كان الرئيس حاسماً - أيضاً - في الرد علي تساؤل بشأن تصريحات نقل داعش إلي سيناء، ثم الخروج الآمن لهم، »لا.. لا، الإرهابي اللي اتسلل لسيناء هيدفن فيها»، سيناء التي ننفق عليها 275 مليار جنيه للتنمية، لن نسلمها إلا للمصريين والأجيال القادمة، لأن أحداً لن يخلد في الحكم.
الرئيس يتصدر غرفة العمليات، كتلة جرانيتية تحت الأرض في حجم قاعدة، وعلي حد قول الرئيس »مفيش حاجة تنفع معاها»، ويطمئن من رئيس الأركان والقادة علي سير العملية سيناء 2018، يعرفهم واحداً واحداً بالاسم، ويناقشهم في أدق التفاصيل، ويفاجئهم بأسلحة ومعلومات تنبئ عن إلمامه الكامل بكل ما يحدث.. وأهم ما يميز رجال القوات المسلحة دقة التنفيذ وسرعة الأداء.
في أذهاننا سؤال واحد »متي تنتهي العملية ويبدأ التعمير»؟.. والرئيس كان حريصاً علي أن يعرف الإجابة بدقة من كبار القادة.. والإجابة هي: (1) العملية سيناء 2018 تحقق نتائج مبهرة علي أرض الواقع.. (2) الجيش في حرب حقيقية، حشد لها الإرهابيون أسلحة ومعدات هائلة.. (3) العملية لن تنتهي بانتهاء الشهور الثلاثة ولكنها مستمرة حتي اقتلاع الداء.. (4) طلب الرئيس التخفيف عن أهالي سيناء وتقديم كل وسائل الإعاشة.. (5) بدأت بالفعل مشروعات التعمير وتستمر 4 سنوات حتي 2022، لتتحول سيناء إلي جزيرة السلام والتنمية والبناء. »لو» كان معنا بعض المشككين، لأحسوا بالفخر والكبرياء، وأن وطنهم ترتفع رايته.. و»لو» كان معنا بعض الشباب لترسخت في عقولهم آمال عريضة في المستقبل.. و»لو» كان معنا ادعياء المقاطعة لطالبوا الناس بالنزول استمراراً لمسيرة وطن ناهض.. و»لو» كان معنا بعض الإرهابيين لأدركوا أن نهايتهم في مقبرة سيناء قريبة جد