الأخبار
محمد حسن البنا
الموت علينا حق
كل نفس ذائقة الموت، موعده بقدر عند مليك مقتدر، لا نملك له إلا الدعاء بحسن الخاتمة والرحمة والمغفرة، يوما بعد يوم نفقد أبا وأما، أخا وصديقا، أختا وصديقة، كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام، فلا تجزع يا ابن آدم، واصبر واحتسب، واقترب إلي ربك بالعمل الخالص لوجهه سبحانه، والصدقة الجارية، والذرية الصالحة، التي تدعو لك بالرحمة وأنت وحيد في ظلمة القبر، دعوة مخلصة لله من صديق وفي أو ابن صالح تنقذك من ضمة القبر ووحشته.
بالأمس فقدنا أخا عزيزا من دار أخبار اليوم هو الزميل العزيز الكاتب والناقد الكبير مجدي عبد العزيز، واليوم نفقد أستاذا كبيرا تعلمنا علي يديه الكثير من أسرار مهنة البحث عن المتاعب، أستاذنا فايز بقطر، صاحب القلم الرشيق، والأسلوب الجميل في الكتابة والصياغة الصحفية، أحد أعمدة قسم الدسك والمراجعة الصحفية بالأخبار، وأحد مؤسسي أقسام »المحافظات»‬ بالصحافة المصرية، والذي قدم للصحافة مندوبين للصحف بالمحافظات بعد أن كانت تستعين بمندوبي المحافظين في استقاء الأنباء للصحف، فايز بقطر لمن لا يعرف تاريخ الصحافة علامة مميزة بالأخبار خلَّفَ أجيالا تنتشر الآن بالمحافظات، كما ترك مدرسة في الصياغة الصحفية تتميز بجمال العبارة وقربها من العامة، إضافة إلي ميزة التشويق التي نجحت فيها مدرسة الأخبار ومازالت تميزها عن باقي الصحف.
أقسي شيء علي الصحفي أن يمرض وهو علي المعاش، قلما يجد ما يمكنه من العلاج، ولا يجد من يقف بجواره في محنته، لقد ابتلاه الله بمرض عضال، استمر معه لسنوات، باعت أسرته كل ما تملك، حتي آخر يوم له بالمستشفي وقبل أن يتوفاه الله كانت الأسرة مديونة للمستشفي بآلاف الجنيهات، أصدقاء العمر والزملاء قدموا ما بستطيعون، لكن قدر الله كان أسرع، ليلقي ربه عبدا فقيرا لا يغنيه إلا عمله الصالح، اللهم اجعله في ميزان حسناته، وارحمه وانزل السكينة والصبر علي آله.
دعاء : أني ﻣﺴَّني اﻟﻀﺮ وأنت أرحم الراحمين.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف