الأخبار
علاء عبد الوهاب
من الذي صفي القضية؟!
وكأن ما يحدث علي مدي عقود، بحاجة إلي خروج أمين الجامعة العربية بتصريح مفاده أن ثمة محاولة أمريكية مكشوفة لتصفية القضية الفلسطينية!
وحتي لا نحمل السيد أبو الغيط ما لا طاقة له به، ولا مسئولية عنه، فإن دور المؤسسة التي يتربع علي قمتها تضاءل ويكاد ينزوي في طي النسيان عمليا.
وقبل أن يتصور هو أو أي عربي أن واشنطن تتحمل وحدها وزر تصفية القضية، فإن علينا جميعا من أصغر مواطن، إلي أكبر مسئول عربي أن نصارح أنفسنا أن ما حدث ليس فقط للقضية الفلسطينية، وإنما لكل القضايا العربية، يقع أولا في نطاق مسئولية العرب قبل أي من القوي الدولية أو الإقليمية، فلماذا نلوم من أغراهم تفرقنا وتشرذمنا وضعفنا بأن يفعلوا ما يحلو لهم، ويخدم مصالحهم ومن والاهم من حلفاء، وعلي رأسهم إسرائيل؟!
لماذا نلوم إدارة ترامب عندما تعترف بالقدس عاصمة للكيان المغتصب، ثم تعلن أنها ستنقل سفارتها للمدينة المحتلة في مايو القادم، كهدية لإسرائيل في ذكري قيامها السبعين، لماذا نلوم واشنطن، وردود أفعالنا لا توازي ما يحدث، وقدرتنا علي توظيف الباقي من أوراق متهافتة، علي من يقع اللوم الأعظم؟
قبل أن يلوم أبو الغيط، أو أي مسئول عربي آخر، واشنطن لنراجع أولا رحلة التنازلات المجانية، والعطايا والهدايا بمئات المليارات التي نتمني أن تحوز رضا السيد الأمريكي.. ثم لماذا نلوم واشنطن وهي تمثل لعواصم عربية مصدر الإلهام لأخطر القرارات، وفي خزائنها الأرصدة العربية التريليونية لا يستطيع أصحابها تحريك دولار واحد دون إذن مسبق، ولمجرد رغبتها في أن يمر المتجه إليها عبر البوابة الإسرائيلية، فإن كثيرا من العرب يرضخون ليكملوا مشوارهم إلي واشنطن؟
من صفي القضية، هم أصحابها قبل أي رئيس أجنبي، أو عاصمة تفصلها عن المنطقة آلاف الأميال، انها الحقيقة المرة التي علينا الاعتراف بها، قبل توجيه اللوم للآخرين.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف