لا يغفر لنادي الصيد جهله بقواعد عرض أي عمل فني بداخله.. هناك لجنة ثقافية مهمتها أن تشاهد العمل قبل عرضه.. ويبدو أن اللجنة اعتمدت علي سابقة عرض مسرحية »سليمان خاطر» في مهرجان الهواة بقصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية قبل نحو عامين وهذا خطأ كبير من النادي إذ يمكن إضافة مشاهد جديدة للعرض وإحداث تغيرات جوهرية في بنية النص نفسه وخاصة في أعمال الهواة.. هذا من واقع خبرة طويلة في التعامل مع مثل هذه العروض.. كان يجب الإطلاع علي محتواها الفني وأيضا وجود نسخة من موافقة الرقابة علي المصنفات الفنية تجيز العرض.. بعض مما شاهدوا العرض اعترضوا علي المحتوي المسيء للجيش خاصة وهو يخوض حربا شاملة ضد الإرهاب ولكنهم لم يتحركوا واكتفوا بالاحتجاج علي الفيسبوك.. وعلي كل حال ليس الحل في منع استضافة العروض المسرحية بالنوادي أو مراكز الشباب وغيرها.. لكن الحل في ضرورة وجود إجازة من الرقابة علي العرض.. أخطأ نادي الصيد واعتذر وهذا يكفي لكن المسألة لابد ألا تمر هكذا بدون تحقيق فعروض الهواة كثيرا ما تحيد عن الخط بدعوي التجديد والحرية وعلي القائمين علي المهرجانات الفنية التدقيق فيما يقدمونه من أعمال.
رؤساء الأحياء.. أين أنتم ؟
هل هناك متابعة فعلية لرؤساء الأحياء لتقييم حجم الأداء علي الطبيعة.. وهل يقومون بحل مشاكل المواطنين ؟.. سؤال لابد منه للمحافظين ولوزير التنمية المحلية.. فعلي سبيل المثال كما يقول الدكتور عزت الكاشف الأستاذ بجامعة حلوان وهو يقيم في حي منشية البكري.. هناك إهمال واضح من رئيس الحي بعد أن تحول الحي التاريخي إلي قطعة من العشوائيات.. انتشار واضح للقمامة وسيطرة كاملة للبلطجية وسيارات السرفيس وبيع المخدرات وسرقة حقائب السيدات بالموتسيكلات والكلاب الضالة في شوارع المقريزي والانفلات الأمني في منطقة مولات الكمبيوتر »سوق العصر».. للأسف الشديد لا يوجد أي دور لشرطة المرافق كما يقول الأستاذ الجامعي الذي يبكي صارخا ويسأل : هل هذا هو الحي الذي كان يقيم فيه الزعيم جمال عبد الناصر ؟.. ويبدو أن هذا الإهمال لا يصيب منشية البكري فقط.. وإنما هو سمة معظم مناطق مصر ورؤساء الأحياء لا يتحركون لمواجهة هذا الإهمال.. فعلي سبيل المثال في حي مصر القديمة تنتشر القمامة بصورة فجة والغريب أن الشارع الذي يقع فيه الحي مظلم بعد المغرب وأعمدة الإنارة لا تعمل رغم كثافة المنطقة السكنية ولن يتحرك رئيس الحي إلا بعد وقوع كارثة بسبب سرعة السيارات المارة في صلاح سالم.. ناهيكم عن انتشار التكاتك وتسببها في ارتباك حركة المرور وسيرها عكس الاتجاه والمواقف العشوائية لها وللميكروباص والباعة الجائلين في منطقة محطة مترو الملك الصالح.. وأيضا نفس السؤال السابق.. أين شرطة المرافق وما هو دور رئيس الحي؟.
المشكلة أن معظم رؤساء الأحياء يتصورون أن دورهم ينحصر فقط في وقف مخالفات المباني التي وللأسف الشديد تتزايد بسبب ضعاف النفوس من مهندسي وموظفي الأحياء وأن ما يتم ضبطه قليل فلا ضوابط تحكم هذه المافيا التي تنتشر في ربوع مصر.. باختصار تقاعس رؤساء الأحياء واضح في معظم المناطق بسبب غياب الرقابة عليهم. ولم نسمع عن زيارات مفاجئة للمحافظين للمتابعة ولولا متابعة الرئيس عبد الفتاح السيسي لموضوع استعادة أراضي وأملاك الدولة بشكل شخصي وتوجيهاته بضرورة عدم إعطاء الفرصة للمخالفين لضاعت معظم هذه الأراضي والأملاك إلي الأبد.