استراحة جمعتنا اليوم بصحبة رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يلقن ابنه إبراهيم ابن السابعة عشرة شهراً ماذا يقول عندما يتوفاه الله، كان الطفل في حضن أمه مارية القبطية رضي الله عنها، التي أهداها المقوقس حاكم مصر إليه صلي الله عليه وسلم في العام السادس من الهجرة، فأسلمت وتزوجها النبي، وكان الموت يرفرف بأجنحته عليه، والرسول عليه الصلاة والسلام ينظر إليه ويقول : يا إبراهيم أنا لا أملك لك من الله شيئاً، مات إبراهيم وهو آخر أولاده، فحمله الأب الرحيم ووضعه تحت أطباق التراب، وقال له : يا إبراهيم إذا جاءتك الملائكة فقل لهم : الله ربي ورسول الله أبي والإسلام ديني.
نظر الرسول عليه الصلاة والسلام خلفه، فسمع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يُنهنه بقلب صديع.. فقال له : ما يبكيك يا عمر ؟ فقال عمر رضي الله عنه : يا رسول الله، ابنك لم يبلغ الحلم.. ولم يجر عليه القلم.. وليس في حاجة إلي تلقين.. فماذا يفعل ابن الخطاب ؟ وقد بلغ الحلم.. وجري عليه القلم.. ولا يجد ملقناً مثلك يا رسول الله ؟ تنزل الإجابة من رب العالمين جل جلاله بقوله تعالي رداً علي سؤال عمر: » يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرة وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ».
المتأمل في السيرة النبوية يري أن نبينا صلي الله عليه وسلم مع علو قدره ومنزلته قد أصابه مثل ما يصيب الناس من فراق الأهل والأحباب، فصبَرَ صبراً جميلا، وكان يقول: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرْضِي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون). والأحباب.
دعاء : اللهم ثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.. نسأل الله تعالي أن يثبتنا ووالدينا عند السؤال، ويهون علينا وحدة القبر ووحشته، ويغفر لنا، ويرحمنا، وأن يرزقنا الجنة بغير حساب.