الأخبار
جلال دويدار
هل ينهي قرار مجلس الأمن الموقر الدمار والخراب بسوريا؟
كم أتمني أن يُخلص أطراف الصراع الدموي الذي أُبتليت به الشقيقة سوريا.. تفعيل إلتزامهم بقرار مجلس الأمن الذي يقضي بهدنة من المواجهات الدموية المدمرة لمدة شهر. علي هذه الأطراف أن تثبت مساندتها للمواثيق الدولية وللقيم الانسانية والاخلاقية. انهم بذلك سوف يؤكدون حرصهم علي أرواح الأبرياء الذين أصبحوا رهينة لهذه الصراعات التي يخوضها النظام الحاكم مع عصابات الإرهاب العميلة والمأجورة. تجاوب هذه العصابات مع هذا القرار الأممي سوف يكون إختباراً لنواياها ونوايا هذه القوي التي تقف وراءها.
في هذا الشأن فإن أسوأ ما يمكن أن توصف به معالجة الإعلام الغربي لما يجري في سوريا.. هو التخلي عن الموضوعية ومصداقية المعالجة المهنية. إنه يتعمد عدم الإشارة إلي من هم وراء معاناة الشعب السوري من موت ودمار وخراب. إن تقاريره تصب في النهاية ضد أي توجهات للحفاظ علي سيادة ووحدة سوريا جنوحا الي دعم وتأييد عصابات الإرهاب التي تعمل علي تمزيقها وتقسيمها.
هذا الإعلام الغربي غير الأمين وغير المنصف يتغافل متعمدا عن الدور التآمري للقوي التي يعمل لحسابها ومسئولياتها عما يجري من مآس وسفك للدماء السورية. إن بكاءهم ولطمهم للخدود ليس إلا تمثيلا.. بالمثل الذي يقول »يقتل القتيل ويمشي في جنازته»‬.. إنهم لا يضعون في إعتبارهم مسئوليةالتنظيمات الإرهابية التي تعمل لصالح هذه القوي عن وقوع هذه الجرائم غير الانسانية. الشيء الغريب إنه لا يثير إهتمامهم فيما يكتبون.. قيام هذه التنظيمات المأجورة باستخدام هؤلاء المدنيين الأبرياء دروعا لحماية أنفسهم ووجودهم. هذا الأمر يدفعهم الي عدم السماح بمغادرةهؤلاء المدنيين لمناطق الصراع والمعارك. ليس هذا فحسب بل إنهم يحرمونهم من المساعدات والمعونات التي تجري محاولات توصيلها إليهم من خلال المنظمات الإنسانية.
هذا المشهد تجسده ما تتعرض له منطقة الغوطة الشرقية لدمشق حيث تتخذ التنظيمات الإرهابية من سكانها رهينة وسلاحاً ضد هجمات قوات النظام الحاكم السوري التي تستهدف تحريرها منهم. تأتي في مقدمة هذه العصابات »‬جبهة النصرة» إحدي روافد تنظيم القاعدة. هذه الحقيقة تتمثل في رفض هؤلاء الإرهابيين المساعي الروسية لوقف القتال وإنشاء ممر آمن لخروج المدنيين. يدخل ضمن هذه الجهود السماح أيضا بالخروج الآمن لهؤلاء الارهابيين بعد تسليم أسلحتهم.
إن ما يلفت النظر..هذا الصمت من جانب الإعلام المتحيز وغير الأمين تجاه القصف بمدافع الهاون الذي تمارسه التنظيمات الإرهابية الموجودة في الغوطة الشرقية. هذا القصف يوقع عشرات القتلي في دمشق وأحيائها ورغم ذلك فإن أحدا من هؤلاء لا يهمهم سوي الصياح والولولة عن خسائر بعضها غير حقيقي بين صفوف المدنيين في الغوطة الشرقية. ليس من هدف لهم من وراء هذه المعالجة غير المهنية سوي القلق من إستعادة الدولة السورية لمقوماتها.
إن تدخلات القوي الخارجية التي لا تريد عودة الأمن والإستقرار لسوريا هي التي تشجع هذه العصابات علي مواصلة عملياتها الإجرامية من أجل إستكمال تدمير سوريا. تأتي في مقدمة هذه الدول وللأسف الولايات المتحدة الأمريكية وبعض حلفائها. يضاف إلي هذه الدول وبشكل أساسي ما يقوم به أردوغان العثماني بأطماعه والذي كان وراء دعم ومساندة وتمويل عبور جماعات الإرهاب الي الأراضي السورية.
هذا الاردوغان لم يكتف بهذا السلوك الإجرامي وإنما لجأ أيضا إلي غزو الشمال السوري حيث الأكراد السوريين الذين حاربوا داعش. المثير للعجب فيما يحدث حاليا.. هو الموقف السلبي لواشنطن الحليفة لهؤلاء الأكراد. بالطبع فإن هذا ليس غريبا علي القيادات الأمريكية التي تعودت التخلي عن أصدقائها وحلفائها. الأغرب من هذا هو ما تناولته وسائل الإعلام من إعتراض الطيران والقوات الأمريكية الموجودة في المنطقة - بحجة دعم الأكراد - علي دخول متطوعين سوريين لتقديم الدعم والمساندة الحقيقية لهؤلاء الأكراد في تصديهم للعدوان التركي.
ليس من عائد لما تشهده الغوطة الشرقية والكثير من المناطق السورية من موت ودمار سوي تفعيل للأهداف الإجرامية للقوي الخارجية وتنظيماتها الإرهابية العدوة الكارهة لسوريا وشعبها وللأمة العربية كلها. إن ما تقوم به وتسعي إليه يمكن أن يكون من الأسباب الرئيسية لما تعاني منه سوريا وشعبها.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف