المساء
السيد العزاوى
لا مكان للإرهاب في دين الرحمة والسماحة
منذ فجر الدعوة المحمدية في أم القري كانت هناك مبشرات تؤكد ان الدين الحنيف يرسم طريق الخير لكل البشر.. وقد كان سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم هو بحق معلم البشرية الأول رحمته تسبق غضبه.. لم يدع علي أحد قط يحسن لمن أساء إليه. لم يترك أي طريق ليدل الناس جميعا وقد عرف بحسن الخلق ومقابلة السيئة بالحسنة يرفض ترويع البشر وينشر الأمن والأمان ويحسن إذا أي إنسان أذي.. ترك للعالم أجمع قواعد من حسن التعامل مع الآخرين حتي مع خصومه لا تسيطر عليه شهوة الانتقام. تعاملاته تقطر سماحة واعتدالا حتي في أشد لحظات الضيق أشد ما كان يكره رسول الله صلي الله عليه وسلم أي ترويع أو قهر للآخرين حريص علي إنقاذ البشرية من الهلاك والانقسام رائده صلي الله عليه وسلم في خلال مسيرة قبل البعثة وبعدها الحكمة والسماحة والصبر والحلم لقد جمع في شخصيته صلي الله عليه وسلم كل صفات الخير وعلو الهمة وكان أحسن الناس وأعظمهم أمانة وأحسنهم وفاء وسيرته العطرة زاخرة بالكثير من المواقف التي تصون الدماء وتحفظ للإنسان كرامته دون النظر لعرقه أو دينه فها هو صلي الله عليه وسلم ينهض من مجلسه عندما مرت أمامه جنازة وعندما قيل له انها جنازة إنسان غير مسلم؟ قال مجيبا علي هذا التساؤل: أليست نفسا كل ذلك يكشف مدي رحمة الرسول بالإنسانية وتكريمها.
من المواقف التي تؤكد عظمة هذا الرسول النبي الأمي وحرصه علي دعم العلاقات الطيبة مع سائر البشر ويرفض قهر الآخرين ملتزماً بمكارم الأخلاق والسلم والحرب حتي في أشد المواقف صعوبة وهناك الكثير من النماذج الفريدة في حياته صلي الله عليه وسلم ولعل من بينها أبلغ الأدلة انه صلي الله عليه وسلم جمع مكارم الأخلاق وحسن التعامل معه في أوقات الشدة.. ان رجلاً جاء الرسول أثناء جلوسه وسط أصحابه يطالبه بسداد دين له عند رسول الله صلي الله عليه وسلم قائلاً: انكم يا بني عبدالمطلب قوم مطل أي تماطلون في سداد الديون ولم يقتصر علي حديثه السييء وانما أخذ يجذب الرسول من ملابسه في هذه اللحظات نهض عمر بن الخطاب رضي الله عنه محاولاً تأديب الرجل واثناءه عن اسلوبه وغلظته في الحديث مع الرسول. لكن الرسول رفض وقال لعمر.. لا يا عمر يجب أن تأمره بحسن الطلب وتأمرني بحسن الأداء بل والأكثر ان الرسول طلب تعويض الرجل عن هذا القهر الذي تعرض له من جانب عمر انها معالم الطريق أرسي دعائمها صلي الله عليه وسلم منذ انبثق نور الإسلام في الجزيرة العربية وفي ذات الوقت كان حرص الرسول صلي الله عليه وسلم شديداً علي ارساء هذه القيم وتلك المبادئ بين أصحابه محذرا من التفرق والاختلاف الذي يدمر الأمة وينشر الشقاق ففي أحد الأيام انتهز أحد الخبثاء مجلس رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث كان يحضره كثير من الأنصار فأخذ يذكرهم بما كان بينهم في الماضي من معارك فتحرك عدد ممن ينتمون إلي قبيلتي الأوس والخزرج ونشبت بينهم معارك كلامية عن هذا التاريخ المليء بالكثير من الأحداث وعندما علم رسول الله صلي الله عليه وسلم بذلك نهض والغضب يبدو في حديثه قال: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب البعض علي الفور امتثل الجميع لقول الرسول صلي الله عليه وسلم وعاد الوئام والحب بين الأنصار جميعاً والعجب كل العجب من هؤلاء الذين يخالفون تعاليم الرسول صلي الله عليه وسلم وينشرون الفزع وعدم الاستقرار بين الناس تحت ستار الإسلام وهو منهم براء والأكثر أهمية ان هؤلاء يرتكبون جرائم القتل والتدمير هذه الأيام وأغرب هذه الجرائم ما جري بمسجد الروضة في بئر العبد بشمال سيناء وراح ضحية هذا العمل الإجرامي أكثر من ثلاثمائة مسلم كان يصلي في المسجد.. لقد أساء هؤلاء إلي الإسلام بهذه الأعمال التي تروع الآمنين وقد جاءت آيات القرآن الكريم تحذر من أعمال القهر والقتل والإرهاب يقول ربنا "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما" "93 سورة النساء" ليت هؤلاء الذين يلجأون للتطرف والعنف يرتدعون ويعودون إلي صوابهم ويدركون ان من تلوثت يده بالدماء الطاهرة فإن العقاب الصارم في انتظاره سواء في الدنيا أو الآخرة وليكن ماثلاً في أذهان الجميع انه لا مكان للإرهاب أو القهر في دين الرحمة والسماحة. لقد علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان تلك القيم الراسخة والسماحة في مبادئ الإسلام الخالدة التي تنشر المحبة والسلام بين سائر البشر.. حمي الله مصرنا وبلادنا من هؤلاء الأشرار وأعان أبطالنا من القوات المسلحة والشرطة لتطهير أرضنا الطيبة من هؤلاء الأشرار وأوكارهم التي تنشر الدمار والخراب!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف