المساء
ايمن عبد الجواد
سيناء.. بين التنمية والصفقات الشيطانية
پاذا أردت أن تفهم حقيقة ما يجري في سيناء وربما بمناطق أخري من أرض المحروسة. فارجع الي التصريح المهم للواء أركان حرب محمد الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان للزميلة أماني الخياط علي فضائية "أون لايف" يوم الاثنين الماضي.
پاللواء الشهاوي قال بالحرف ان جماعة الاخوان الارهابية تفاوضت مع الادارة الأمريكية واسرائيل وأطراف أوروبية علي التنازل عن ألف وخمسمائة كيلو متر من أرض سيناء لتوطين الفلسطينيين ضمن مشروع ما يسمي بصفقة القرن.
هذا الكلام مع أهميته وخطورته ليس جديداً ويتسق مع ما صدر عن أكثر من مسئول محلي ودولي ويؤكد علي أمرين:
الأول: يكشف الأقنعة حول حقيقة المخططات المتعلقة بأرض الفيروز وهي ليست جديدة بل تعود الي عقود مضت عندما وضع مركز بيجين الاسرائيلي السيناريو الكامل للمشروع ويقوم علي استقطاع جزء كبير من سيناء بحجة أن الأرض المحتلة ضاقت بالاسرائيليين والفلسطينيين ومن ثم فالحل من وجهة نظر المركز يتمثل في اقامة وطن بديل للفلسطينيين.
ثانياً: وضع النقاط علي الحروف فيما يتعلق بالجهة التي تفاوضت لابرام مايسمي بصفقة القرن. حتي لا يظل الجهلاء من ناحية والخبثاء من ناحية أخري يزيفون الحقائق وهو أمر ليس جديداً علي الخونة الذين باعوا ضمائرهم بحفنة دولارات.
من هنا تظهر أهمية مشروع تنمية سيناء الذي تحدث عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاحه قيادة قوات شرق القناة وأيضاً أهمية مشاركة رجال الأعمال الشرفاء لانجازه في أسرع وقت في ظل التكلفة المرتفعة جداً "مائتان وخمسة وسبعون مليار جنيه". فالمشروع بمثابة الطريق الأمثل للقضاء نهائياً علي الارهاب أو بالأحري أطماع الطامعين في تلك البقعة المباركة.
الحرب التي تخوضها مصر الآن في سيناء ليست مجرد مواجهة مع مجموعة من المتطرفين أو الخارجين عن القانون بل حرب پواسعة النطاق تشارك فيها دول كبري تنفق ببذخ علي التسليح وتقدم الدعم اللوجيستي للارهابيين عبر أجهزة مخابراتها وأقمارها الصناعية ــ وبعضها للتجسس ــ حتي تظل سيناء بؤرة توتر وساحة قتال لاعاقة كل محاولات التنمية توطئة لتنفيذ المخطط الشيطاني الذي كان قاب قوسين أو أدني من التنفيذ لو استمر الاخوان في الحكم لعدة أشهر اضافية.
المساهمة في تنمية أرض الفيروز بمثابة واجب وطني لايقل عن الواجب الذي يؤديه رجال الجيش والشرطة. لجذب الملايين من شباب المحافظات الأخري يمثل پمع أبناء سيناء حائط صد لحماية بوابتنا الشرقية. مع الوضع في الاعتبار أن سيناء بها مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة التي لاتحتاج أكثر من حفر الآبار ليتم زراعتها علي الفور بالاضافة الي المواد الخام التي يمكن استخدامها في صناعات كثيفة العمالة وبعضها نادر ولايتواجد الا في أرض الفيروز ودول معدودة علي أصابع اليد.
تنمية سيناء ستضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.. تقضي علي الارهاب وتنهي الأطماع في أرضها المباركة للأبد.. تساهم بقوة في زيادة الناتج القومي وهو أمر تسعي اليه الدولة للخروج بالاقتصاد من عثرته.. والأهم أن تفتح أبواب الرزق لأبنائنا بدلاً من تركهم فريسة لجماعات وأطراف عديدة داخلية وخارجية تعيث في الأرض فساداً بالقتل والتخريب ونشر الشائعات المحبطة والمدمرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف