أحمد السرساوى
نوبة صحيان - قرار تاريخي لملح الأرض
كان شاعر مصر العظيم فؤاد حداد »ابن العز والجاه» أكثر من أنشد في معاناة »ملح الأرض» من العمال والفلاحين.. كتب في الستينيات عن العامل قائلا »أنا بافتح لكم قلبي، وانا باكدح إلي ربي، في عيني الشوق وفي وداني، يا أهل الله ياأوطاني، ماليش غيركم وطن تاني»!
وقال في نفس الفترة عن الفلاح»إحنا من صخر العزيق والصبر، وإحنا من طل وندي المواويل، زي ما اتعود علينا النيل، زي ما اتعود علينا العطش، يمكن خطأنا في الزمن الطويل..كان من سبيل الرحمة والخيبة»!
واليوم بعد سنين من المعاناة يأتي الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنصاف هؤلاء البسطاء بقرار تاريخي بكافة المقاييس.. نعم كان الزعيم عبد الناصر أول من حقق لهؤلاء المهمشين مكاسب اقتصادية واجتماعية وسياسية تمثلت في تمثيلهم بنسبة 50% من أعضاء الاتحاد الاشتراكي السابق.. الأمر الذي استمر عليه الرئيس السادات عبر دمجهم في المنابر والأحزاب بنفس النسبة.
ولكن قرار الرئيس السيسي هو الذي يحقق ضمانة لهم ولابنائهم أو كما وصفها احد القيادات العمالية هي وثيقة »ستر» لعائلات كانت تضيع بالفعل بعد زوال قدرة عائلهم عن العمل اما للعجز أو الوفاة.
تؤكد الأرقام المخيفة عن أعدادهم في مصر وجود نحو خمسة ملايين عامل يومية لا تشملهم أي أنواع من التأمينات الاجتماعية، بجانب 51 مليونا ينتمون لأسر الفلاحين يمثلون نحو 49% من سكان المحروسة، إلا أنهم يساهمون فقط بحوالي 15% من الناتج القومي الإجمالي!
و في تقديري أن الدفعة التي أعطاها الرئيس السيسي لصغار العمال والفلاحين سواء في وثيقة التأمين عليهم أو دعمهم في مشروع تكافل وكرامة الذي تنفذه وزارة التضامن بقيادة الوزيرة »الذكية» غادة والي، أو مشروعات الإقراض متناهي الصغر مع البنك المركزي والوزير طارق عامر.. مرورا بمشروعات الصوب الزراعية ستقلب هذه الأوضاع وتحسن من حياة يستحقونها ويعمل لها رئيسنا.