الأهرام
محمد أمين المصرى
زيبدة والانحراف الإعلامى
لا ينكر أحد الخطأ الجسيم لقناة الـ«بى بى سي» البريطانية فى بث تقرير مفبرك عن حالة السيدة «زبيدة» فهو ليس الأول ولن يكون الأخير، ولكن التعامل مع هذا الانحراف الإعلامى وضع وسائل إعلامنا أيضا فى حالة «انحراف» ولم يحالفها الصواب فى تناول التقرير.. فقد تعامل إعلامنا بصورة شابها الافتعال الشديد، بمجرد كشف زيف التقرير المشار إليه، وتسارعت الصحف والفضائيات فى نقل الواقعة كما وردتها من الهيئة العامة للاستعلامات، فى حين لم يكلف أحد نفسه التواصل مع مسئولى القناة فى القاهرة أو لندن لكشف ملابسات التقرير المفبرك، واكتفوا بتناول الموضوع بصورة أمنية.

هذا بعكس التعامل المهنى والراقى حيال التقرير من جانب الهيئة العامة للاستعلامات، حيث تشهد طفرة نوعية فى عملها واحتكاكها السريع مع أى انتهاكات إعلامية دولية بحق مصر، فهى حملت على عاتقها كشف زيف التقرير والبحث عن صاحبة الحالة محل الاتهام، كما يحسب للقيادات الأمنية سرعة البحث عن «زبيدة» وكشفها للرأى العام، لإظهار كذب بعض ما ينشره الإعلام الدولي.

ويبدو أن معدة ومنفذة التقرير المفبرك أورلا جيورين رئيسة القسم الأجنبى السابق بفرع القاهرة تعمدت بث تقريرها بعد تركها منصبها بمصر فى 18 يناير الماضي، وهو موقف لا يتسم بالشجاعة الأدبية ولا الحرفية والمهنية، لأن الإعلامى الشجاع يدافع عن عمله فى أى مكان، وهى بالتأكيد كانت على يقين بزيف معلوماتها فأرادت بث التقرير بعد تركها القاهرة تجنبا للمساءلة القانونية، وهذا حق أصيل لمصر. وأعتقد انه بامكان الهيئة مطالبة القناة البريطانية ببث مضمون حلقة «زبيدة» مع الإعلامى عمرو أديب، وحسنا فعلت «الاستعلامات» بترجمة وتوزيع الحلقة بالكامل على وسائل الإعلام الأجنبية، وهو جهد مشكور لرئيسها ضياء رشوان وقياداتها وجميعهم من الكوادر الإعلامية المشهود لها بالكفاءة، ومن بينهم محمد إمام مدير عام المركز الصحفى للمراسلين الأجانب وصاحب الخبرة الطويلة فى العمل الإعلامى العربى والدولي.

ولعل لقاء ضياء رشوان مع مسئولة الـ «بى بى سي» فى القاهرة بعد غد يسفر عن موقف إيجابى يتفق مع ما ترتئيه الهيئة من تقديم اعتذار علنى لمصر.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف