اسامة الغزالى حرب
كلمات حرة نعمة أن تكون مصريا!(1)
اهتم بمتابعة الأخبار بانتظام، سواء كانت محلية أو عربية أو دولية، يوميا وعلى مدار الساعة، هذه عادة تولدت لدى منذ الصبا حتى اليوم. وعلى الموبايل الذى أحمله أيقونات كل مصادر الأخبار والمعلومات المتاحة. وفى مقدمة الأنباء التى ترد إلينا هذه الايام تتزاحم وقائع وأحداث الطقس شديد البرودة الذى تعانى منه بلدان كثيرة فى العالم خاصة فى أوروبا وآسيا. تصوروا...فى الوقت الذى نودع فيه نحن فصل الشتاء ونستعد لاستقبال فصل الربيع الجميل...تتجمد أوروبا! وأنباء موجة الصقيع التى تهب عليها من سيبيريا تشغل حيزا واسعا من الأخبار. وكما جاء فى وكالات الأنباء فقد أطلقوا عليها تسميات عديدة، فسماها الإنجليز وحش الشرق، وسماها الفرنسيون موسكو باريس، وسماها السويديون مدفع الثلج! وسماها الهولنديون دب سيبيريا! هل تتصورون أن درجة الحرارة وصلت أمس فى سويسرا إلى 36 درجة تحت الصفر؟ هل سمعتم عن نداء عمدة لندن “صديق خان” الذى خاطب سكان العاصمة البريطانية قائلا “إذا كان لديكم جيران من المسنين أو الفقراء فتأكدوا أنهم بخير، وأن لديهم مخزونا كافيا من الطعام والدواء فى بيوتهم. هل قرأتم عن وصول درجة الحرارة فى فرنسا إلى 12 درجة تحت الصفر فى بعض المناطق؟ هل سمعتم عن وفيات المشردين والفقراء فى شوارع أكثر من مدينة أوروبية؟ هل قرأتم عن إلغاء ما يقرب من 170 رحلة جوية وأكثر من مائة رحلة قطار فى اليابان بسبب العواصف الثلجية؟ وسط هذه الأجواء فإن طقس هذه الأيام (الجمعة والسبت) فى مصر هو طقس معتدل للغاية خاصة فى السواحل الشمالية الغربية ودافئ فى السواحل الشمالية الشرقية...إلخ هذا الطقس نعمة من الله فماذا فعلنا بها؟ هل هذه النعمة سبب لتراخينا وتواكلنا؟ أم أنها تدفعنا إلى العمل والنشاط؟ هذا سؤال تاريخى وفلسفى، لأن المناخ المعتدل لا يمثل تحديا لنا وفقا لنظرية الفيلسوف البريطانى توينبى! ولكن نعم الله على مصر تفوق بكثير نعمة المناخ المعتدل اللطيف!.