أصبح كل موظف كبير في الدولة "باشا" أو "ريس". كلهم اصبحوا أصحاب معالي.. وكأننا نسينا أن الالقاب قد تم الغاؤها منذ اكثر من ستين عاما. بدأت الالقاب مثل هانم وباشا وبك تظهر في صفحة الوفيات، وهي مقبولة نوعا ما، لان أهل المتوفي يريدون من محبيه أن يتذكروه في أعلي المراكز.
في عهد الخديوي عباس كانت الالقاب تُباع وُتشتري. كان سماسرة الخديوي يجلسون في قهوة الباشاوات في ميدان الاوبرا يساومون في بيع رتب الباشوية. وكان سلطان تركيا هو صاحب الحق في الانعام بالرتب والنياشين. استمر هذا الوضع الي ان انتهت التبعية المصرية لتركيا عام 1914.
كان رؤساء الحكومات في مصر منذ اواخر عهد الملك فؤاد ينالون لقب صاحب الدولة اوتوماتيكيا عندما تُسند اليهم رئاسة الوزارة، ثم اصبحت رتبة ينالها رئيس الوزراء بعد فترة حسب ادائه. أما لقب صاحب المعالي فلكل وزير سابق او حالي يُنعم عليه برتبة الامتياز. كان لقب صاحب السعادة لقب كل الباشوات، وخُصص لقب صاحب العزة للبهوات فقط. وكان الملك فاروق ينعم برتبة الباشوية علي كل من يتبرع بمبلغ خمسة آلاف جنيه لمشروع مقاومة الحفاء، حتي أُطلق عليهم " باشوات الجزم".
لا نريد أن نعود الي الوراء ونصنع باشوات جدد.. ونرفض النفاق الرخيص. نتمني ان يُحترم كل مواطن مهما صغر شأنه.. ويكون هو وحده صاحب السيادة في بلده!