الجمهورية
د. محمد مختار جمعة
رسائل المؤتمر للعالم
لم يكن المؤتمر العالمي الثامن والعشرين الذي اقامه المجلس الأعلي للشئون الإسلامية بالمؤتمر التقليدي الذي يناقش فيه المفكرون قضية بعينها. وإنما حرصنا في المجلس الأعلي ونحن نعد له أن يكون مؤتمر الرسائل المهمة للعالم كله سواء أكان العالم الغربي أو الإسلامي أو العربي بل كانت رسائلنا للشباب المتحمس لدينه وللإنسان البسيط الذي لا يشغله سوي لقمة عيشه لذلك اخترنا عنواناً معبراً عن القضية المحورية التي نواجهها وهي صناعة الإرهاب وآليات المواجهة كانت الرسالة الأولي الموجهة لكل الإرهابيين الذين باعوا نفوسهم للشيطان ولكل من يعاونونهم بالدعم المادي أو التخطيط أو التسليح: إن مائة مليون مصري مستعدون للشهادة في سبيل أوطانهم وأن التفريط في ذرة تراب واحدة من أرض الوطن دونه الموت أي أننا سندافع عن أوطاننا مهما تكلفنا من دماء وأموال وسندافع عنها مهما طال أمد الحرب هذه حتي ينهزم الأعداء تماماً.
أما رسالتنا للعالم فتمثلت في أمرين مهمين أولهما أن الإرهاب لا دين له ولا وطن وأن الأديان بريئة من هذه الجريمة الشنعاء فالإرهابيون قتلوا المسلمين في المساجد كما قتلوا المسيحيين في الكنائس وأن ما يحدث من إرهاب هو صناعة لها أهدافها في تفتيت الأمم واذكاء الصراعات بين الشعوب أما الرسالة الثانية فتمثلت في أن الخطر لن ينجو منه من يتصور أنه بمنأي عنه فنار الإرهاب لن تحرق من توجه إليه فقط وإنما إذا تركت دون حصار ستحرق الجميع وسينال أذاها كل من تركها تتوسع وتزداد ولم يسع إلي القضاء عليها. وبالتالي فإن مصر في حربها ضد الإرهاب تنوب عن العالم كله في مواجهة هذا الخطر.
أما رسالة المؤتمر للشباب فتضمنت نقاطاً عدة أهمها أن دعم صمود الدولة الوطنية واجب ديني وكل ما يقوي الدولة الوطنية عمل ديني يتقرب به المسلم إلي الله وكل ما يضعف الدولة ليس من الدين.. كما أن الخلافة الإسلامية لا تعدو أن تكون نظام حكم وليست ركنا من أركان الدين كما أن السعي إلي تحقيق هذا الحلم له وسائله الحديثة التي تبدأ بالتعاون الاقتصادي بين الدول والتعاون العلمي وتوحيد العملة حتي نصل إلي ما يشبه الاتحاد الأوروبي مثلاً ويمكن أن يكون ذلك تحت مظلة جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي وكل ذلك يتحقق من خلال تقوية ودعم صمود الدولة الوطنية لأن الدول لا تستطيع اقامة ما تريد من آليات القوة والاتحاد من خلال قوتها فرادي أما رسائل المؤتمر للعلماء والمفكرين فقد كانت أن كل نقطة عرق في البحث ومواجهة الإرهاب وتوعية الشباب بذلك من شأنها أن توفر نقطة دم من الدماء الطاهرة لابنائنا في الجيش والشرطة وبالتالي فعلينا أن نعيش حالة حرب فكرية ضد الإرهاب مثلما يعيش الجيش والشرطة هذه الحرب.
أما رسائل المؤتمر إلي الشعوب الإسلامية بصفة عامة والشعب المصري بصفة خاصة فكانت ان مواجهة الإرهاب صار فرض عين علي كل مصري في الظروف التي نعيشها وعلي الجميع أن يتولي مسئوليته في هذه المعركة في اطار نظام الدولة وترتيباتها في إدارة هذه المعركة.
أما أهم ما حرصنا علي توصيله وسوف نعمل علي تحقيقه هو تحويل هذا الفكر الذي دار في المؤتمرإلي ثقافة شعبية تصل إلي البسطاء حتي يدرك الإنسان البسيط أن الإرهاب خطر حتي علي لقمة عيشه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف