"جون جامد" أحرزناه في مرمي الميديا الأجنبية المغرضة والمضللة في ملف "زبيدة الإنجليزية" علي عكس الاتجاه والتيار والتاريخ.. اعتدنا منذ زمن طويل علي تلقي الضربات الموجعة من محطات وصحف ووكالات أنباء أجنبية تنشر الأكاذيب وتبث الأضاليل ورغم ذلك لا نصد ولا نرد ولا نكلف أنفسنا مشقة الرد أو التوضيح ونتنازل طواعية عن حق الرد والدفاع الشرعي عن النفس.. هكذا تعاملنا مع آلة الإعلام الأجنبية طويلاً وما تنشره ضدنا من افتراءات وتلفيقات.. تمادوا في نشر أضاليلهم.. وتمادينا في الصمت المطبق وتجاهل ما يكتبون ويقولون وينشرون.. والنتيجة أنهم ربحوا في معركة الباطل وخسرنا نحن معركة الحق ورسموا صورة مشوهة لمصر في الخارج وتبارت المراكز والمؤسسات الحقوقية والمجتمعية المعنية بالحريات والعقائد في محاربة مصر خاصة بعد ثورة يونيو المجيدة وإسقاط الشعب للمؤامرة الكونية المدمرة فسقط الإخوان وبقيت مصر وعاش المصريون.
فيلم زبيدة الذي فبركته الـ "بي بي سي" ليس الأول ولن يكون الأخير.. الجديد هذه المرة ذلك الفجر المفرط والكذب الرهيب الذي حمله الفيلم الأمر الذي استنفر معه الهمم والإصرار علي الرد والردع وبسرعة فائقة.. كلام الأم الإخوانجية كان كله سماً قاتلاً.. حبس وخطف وتعذيب واغتصاب فتاة "بريئة" بغير حق فكان لابد من تحرك سريع يجهض المؤامرة في بدايتها.. بحثت الأجهزة الأمنية عن زبيدة في سجون مصر وأقسامها ومراكزها ونقاط شرطتها فلم يجدوا لها أثرا فاضطروا إلي تغيير وجهة البحث والتفتيش وراحوا يمشطون مصر كلها بحثاً عن زبيدة حتي وجدوها في فيصل وهذه معجزة أخري فكأنك تبحث عن أبرة في قش الصين العظيم.. ربة المنزل تعيش بحرية كاملة في بيت الزوجية في أحضان زوجها وقد رزقهما الله بـ "حمزة".. يعني زواجا وحملا وولادة ورضاعة في بيت الزوجية ووسط الناس الحلوة في حي فيصل الشعبي.. فأين الاختفاء القسري.. من خطفها وحبسها واعتدي عليها واغتصبها.. والدموع الساخنة التي سالت علي جبين الأم المنكوبة حزناً وكمداً علي ابنتها التي خطفها الأشرار منذ عام وعذبوها واعتدوا عليها.. دموع التماسيح وما أغزرها هذه الأيام.. عمرو أديب لم يصدق نفسه وهو يجلس أمام المختفية قسراً منذ عام وراح يضغط عليها ويضغط ويضغط ربما تقول الحقيقة وتعترف بأنها كانت محبوسة وأن الأمن جاء بها من غياهب السجون حتي تصور اللقاء التليفزيوني ثم تعود من حيث أتت.. لكن زبيدة تتحدث بثقة وصدق بل وتبتسم أكثر من مرة دلالة علي الرضا والأمان والحرية والسعادة.. هيئة الاستعلامات التي عادت من بعيد مع ضياء رشوان تحركت بحرفية ومهارة وترجمت اللقاء التليفزيوني وبثته علي موقعها وأرسلته إلي محطات ووكالات العالم حتي تفضح أكاذيب المحطة الإنجليزية والتي لا يجب الاكتفاء بمقاطعتها بل يجدر بنا ملاحقتها قانونياً وأخلاقياً ومهنياً في كل الساحات الحقوقية والقانونية والإعلامية العالمية.. كفانا تفريطاً في حقوقنا وآن الأوان للدفاع عن أنفسنا فلم يعد لدينا ما نخفيه.. وما فعلناه مع الـ "بي بي سي" يجب أن يكون منهاج عمل ونظام حياة في التعامل وردع كل من تسول له نفسه الإساءة إلي مصر وشعبها وقيادتها فمصر لها قائد يحميها وإعلام يقظ واع محترف يفند ويفضح ويكشف الأكاذيب ويوضح الحقائق.