الجمهورية
د. محمود وهيب السيد
لا للتلوث السمعي
التلوث السمعي من آفات الانسان بالعصر الحديث وله اكثر من مظهر منها الاصوات الشاذة لبعض المطربيين الجدد أو النغمات والالحان التي تؤذي المستمعين.. الخ . إلا أن اكثرها ازعاجا للمواطنين وقلقا لراحته وإضرارا بسكينته بل وصحته احيانا . هي الاستعمال المفرط وغير المنضبط لمكبرات الصوت بداع أو بدون داع.. الباعة الجائلين لجميع انواع السلع حتي باعة الخضار وضع كل منهم مكبر صوت علي عربته لينادي علي جميع الخضراوات وأسعارها بالتفصيل وبتكرار مستفز ولا سيما في الشوارع الضيقة والحواري . من ينادي علي أي شيء قديم يشتريه كلاكس السيارات عمال علي بطال ومكبر صوت تسجيلات الأغاني الهابطة التي توضع علي الدراجات النارية التي يقودها الشباب صغير السن والذي لا يحمل معظمهم تصريحا بالقيادة ايضا مكبرات الصوت بسرادقات العزاء أو مؤذن الصلاة وهذا ليس عليه حرج إما ان يتعدي ذلك لإقامة الصلاة والتي من المفترض ان تقتصر علي المصليين بداخل الجامع فهو مرفوض تماما او الذين يعملون دعاية لافتتاح محل جدبد أو قرب زواج عروسه بالأرياف وزفاف مفروشاتها لمنزل الزوجية وصور اخري كثيرة لا تقع للأسف تحت الحصر.
لا يرعي مستعملو مكبرات الصوت تلك بهذه الصورة راحة المواطنين فقد يكون منهم المرضي بالمستشفيات أو بالمنازل والمحتاجين للراحة أو التلاميذ والطلبة الذين يستذكرون دروسهم خاصة في اوقات الامتحانات والعامل او الموظف الذي يأخذ قسطا من الراحة استعدادا لنوبة عمل ليلي وعليه أن يبقي فيها متيقظا حتي قارئ القرأن بداخل سرادق العزاء والذي بات مألوفا ان يتعدي صوت القاريء خارج السرادق ليشمل الحي كله عدم انضباط في سلوك الناس بصورة مزعجة لا يراعي من يستعمل مكبرات الصوت عليپ هذا النحو الآخرين المهم تحقيق غرضه وليذهب الناس للجحيم.
رحم الله أيام زمان أيام ان كان هناك انضباط ليس فقط في استعمال مكبرات الصوت ولكن في بقية المظاهر الأخري المتسببة في التلوث والازعاج الصوتي هل ستعود هذه الأيام . حتما ستعود والمؤشرات تنبئ بذلك فرغم انشغال الشرطة الكبير بمحاربة الإرهاب بالتعاون مع القوات المسلحة إلا اننا نلحظ زيادة تواجدها لممارسة واجباتها في نواح اخري كثيرة نأمل ان يكون مظاهر التلوث السمعي منها فهي ليست أقل منها أهمية أبدا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف