وليد عبد العزيز
دعوة للخير.. والثواب عند ربنا
قد نكون (شعب عاطفي )يتفاعل مع الأحداث بكل جوارحه وأحاسيسه ولكن سرعان ما تلهينا مشاكل الحياة اليومية وتبعدنا بقصد أو بدون عن النظر ولو للحظات الي المحتاجين والمستحقين والمرضي وخلافه.. منذ ايّام قليلة قمنا أنا والأستاذ خالد ميري رئيس تحرير الاخبار والأستاذ خالد النجار مدير التحرير وعدد من الزملاء بزيارة لمستشفي ٥٧٣٥٧ لعلاج السرطان.. وللحق كنت أتفاعل مع التبرع لهذه المستشفي او الصرح الطبي العالمي طبقا لتأثير الإعلان الذي اشاهده.. ولكن بعد الزيارة ولقاء الأطفال المرضي وسماع قصص بعض الاهالي وحجم المعاناة والمشقة في رحلة علاج لطفل قد تستغرق ٣سنوات أدركت أنني وغيري لا نقوم بدورنا تجاه هؤلاء الأطفال علي أكمل وجه.. المستشفي بالكامل تم بناؤه من خلال التبرعات وايضاً العلاج بالمجان ويعتمد علي التبرعات.. ومع الأسف أعداد المرضي في زيادة لأننا نعلم الأولاد كيف يأكلون ونسينا أن نعلمهم ماذا يأكلون.. اكتشفت من شرح الدكتور شريف أبوالنجا مدير المستشفي أن التغذية ونوعيتها وجودتها أحد أهم أسباب الإصابة بالمرض اللعين.. ومع ذلك فان العلم نجح في اكتشاف العلاج الفعّال لهذا المرض الخبيث ونجحنا في مصر في إقامة أحدث مستشفي للعلاج ولكن هناك توسعات كبيرة في مبني جديد ملحق بالمستشفي يحتاج علي الأقل إلي ٢٠مليار جنيه ليكتمل الصرح وتزداد فرص علاج الأطفال الذين قد يموتون لو لم يجدوا العلاج ومعظمهم من أسر فقيرة لا تستطيع دفع ثمن الدواء.. هذه السطور ليست لاستعطاف أحد ولكنها تذكرة بأن عمل الخير واجب ديني ووطني.. قد يرفع الله عنا البلاء وينجينا وأبناءنا لمجرد أننا تبرعنا بأي مبلغ لنساهم في شفاء مريض لا نعرفه.. وما ينطبق علي المرضي ينطبق علي سكان العشوائيات واطفال الشوارع وغيرهم من الأكثر احتياجا..كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في سيناء والذي طالب فيها المصريين ورجال الاعمال بضرورة التبرع لتنمية سيناء كان لها دلالات كثيرة أهمها أن سيناء ملك لكل المصريين وعلي الجميع أن يحافظ عليها بعد أن نجحنا في إجهاض المؤامرة الدولية لاستقطاعها من مصر.. التبرع لمستشفي السرطان او لتنمية سيناء او لتطوير العشوائيات كلها اعمال خير قبل أن تكون واجبا وطنيا.. وعلي الجميع أن يعرف جيدا أن الله يضاعف لمن يشاء بغير حساب.. لو نظرنا إلي بَعضنَا البعض وقررنا أن نساعد أنفسنا من خلال التكافل الاجتماعي سنجد أنفسنا في مكانة أخري في الدنيا والاخرة.. اتبرع ولو بجنيه ولا تنتظر الثواب من البشر ولكن انتظر الخير من الله..اعرف أناسا كثيرين يتاجرون مع الله ولا أتعجب مما وصلوا اليه لأنهم اختاروا التجارة الرابحة.. أتمني من كل المصريين ان يتسابقوا علي فعل الخير لأنه السبيل الوحيد للستر والبركة والرزق ودوام الصحة والعافية..الدال علي الخير كفاعله..اللهم بلغت.. وتحيا مصر.