محمد البنهساوى
من العمرة للجمبري والاستاكوزا !!
حالة من الجدل سادت بعد قرار الحكومة فرض رسوم 10 آلاف جنيه علي من يؤدي مناسك العمرة أكثر من مرة خلال 3سنوات.. ومثلها لمن يكررها في نفس العام.. وبدأ المتربصون يركبون كعادتهم الموجة محاولين إثارة الناس.. لاعبين علي وتر الدين الحساس للمصريين.. محاولين الوقيعة بين الناس والحكومة.. لدرجة اتهام الحكومة بأنها تعادي الدين وتمنع الناس عن مناسكهم !!
لم أكن يوما مدافعا عن الحكومة.. بل منتقدا لأي قرار أراه خاطئا.. لكن بشيء من الإنصاف والهدوء نتأمل دوافع القرار الذي لم يشمل من يؤدي العمرة للمرة الإولي.. ولا المرضي او المرافقين لكبار السن والعجائز.. ولو كانت الدولة تريد التربص بالعمرة.. فكان من الأولي فرض هذه المبالغ علي كل المعتمرين.. لكنها خصت متكرري الزيارة
الجميع يدرك مشكلة العملة منذ ثورة يناير.. وبالطبع نجحت الجهود المتواصلة إلي إيجاد حالة من الاستقرار بسوق العملة.. ووفرة منها في خزانة البنك المركزي.. لم يأت هذا الاستقرار الا بإجراءات عديدة اتخذتها الحكومة.. وأي خلل بتلك الإجراءات قد يضر سوق العملة وهو ضرر لو تعلمون عظيم علي اقتصادنا القومي.. لا يتحمله الآن.. كما أن الحكومة ونتيجة التأخير في رحلات العمرة والإرتباك الذي سادها منذ بداية الموسم.. فقد تم تحديد حوالي 500 ألف معتمر فقط لأشهر الذروة في رجب وشعبان ورمضان.. إذن كان لابد من تنظيم يتيح الفرص لمن لم يسبق له العمرة.. ولو تركت مفتوحة للجميع لانقض علي تلك الفرص القادرين من راغبي ومكرري العمرة.. وتوقعي أن الحكومة لن تحصل مبالغ كبيرة من جراء قرارها.. لكنها أتاحت فرصة أكبر لمن لم يسبق له السفر خاصة محدودي الدخل.. ثم إن المملكة العربية السعودية نفسها فرضت رسوما علي متكرري العمرة سعيا لتنظيم سوق الحج والعمرة.
لكن ما يمكن ان نلوم عليه الحكومة في إعلان القرار.. كما انها وإن كانت تريد تنظيم سوق العملة فهناك إجراءات أخري من الممكن دراستها.. منها تطبيق إجراء مماثل علي راغبي السفر لقضاء الإجازات بالخارج.. فهؤلاء من القادرين ولن يثقل عليهم المساهمة في جهود الدولة إذا كانوا يرغبون في السياحة الخارجية.. وتلك المبالغ لن تمثل عائقا او نسبة كبيرة مما ينفقونه.. وثانيا وهو الأهم.. فإننا ندرك أن هناك ضوابط وضعتها الحكومة للإستيراد من الخارج ساهمت في الحد من نزيف العملات.. لكن رغم تلك الضوابط لازالت هناك مبالغ كبيرة تنفق في شراء السلع الترفيهية والكمالية.. منها الجمبري بانواعه والكافيار والاستكوزا والشيكولاتة والبسكويت إلي مساحيق التجميل والبارفنات.. وطبعا طعام القطط والكلاب المستورد.. لابد من تشديد إجراءات استيراد تلك السلع.. فمصر واقتصادها حاليا أشد حاجة للدولارات من طعام الكلاب والقطط !!
بقطر وعبد العزيز !!
الأيام الماضية.. فقدت مؤسسة أخبار اليوم إثنين من رموزها التاريخية.. الأستاذ فايز بقطر.. او عم فايز كما كنا جميعا نناديه بمؤسستنا.. وعم فايز رغم خروجه منذ سنوات إلي المعاش.. لكن لم تنقطع أبدا اتصالاتنا جميعا به.. أستاذا معلما.. وقبلها أبا حنونا لجميع ابناء الدار افتقدنا ضحكاته و" قفشاته " اللاذعة علينا جميعا نستقبلها رغم قسوتها بابتسامة الإبن للأب.. رحم الله عم فايز.. فقد كانت علاقتنا جميعا به أفضل رد علي كل من يشكك في وحدتنا العضوية والوطنية بمصر
والفقيد الثاني.. الناقد الفني الكبير الكاتب الصحفي مجدي عبد العزيز.. صاحب القلب الطيب.. والوجه البشوش.. والأدب الجم.. وأسلوب في النقد الفني يذكرنا بعظماء نقادنا الفنيين بدار أخبار اليوم.. لم تجده يوما عصيبا أو متجاوزا في حق أحد.. يوجه بأستاذيه.. ويعتاب بأبويه.. ويستقبل بحنيه وأخويه
رحم الله الفقيدين الكبيرين الغاليين.. وعوضنا عنهما خيرا بدارنا الحبيبة