خالد رزق
الجيش السوري.. «لا» تناصروا الأعداء
تجدهم يسمون الجيش العربي السوري بجيش بشار وفي أحيان بجيش وميليشيات النظام، وفي الوقت نفسه تسمعهم يصفون جماعات وتنظيمات الإرهاب التكفيري ( النصرة والفتح وداعش وغيرهم ) بالمعارضة المسلحة، وكأنما هناك شرعية لسلاح في أي بلد في الدنيا لغير جيشها.. أو بأن علينا أن نقبل بمثل هذا الإفك لأن نظام البعث السوري ليس علي هواهم..
الثابت وما يقول به منطق الأشياء في أي دولة علي وجه الأرض أن للجيش ولقوات الأمن النظامية وحدهما الحق في حمل السلاح.. اللهم إلا لو كان هذا البلد تحت الاحتلال أو يواجه عدواناً خارجياً يعجز الجيش وحده عن التصدي له كما الحال اللبنانية.. أوكما حدث في مصر زمن العدوان عندما سلحت الدولة أفراداً من الشعب تحت عناوين المقاومة والجيش الشعبيين، فلماذا إذن وفي الحال السورية يراد منا القبول بما ينافي صواب الأمور..
ثم أليس هذا السلاح الذي تحمله جماعات ممولة، مدعومة ومدفوعة من أعداء إقليميين وغربيين موجه بالأساس للمدنيين في دمشق وحلب وعلي امتداد خارطة الوطن السوري..، أليس بسبب هذا السلاح وممارسات الإخوان وتوابعهم من جماعات الشر المسلح تمزقت أواصر الوطن السوري صاحب الجغرافية المعروفة منذ ما قبل التدوين، وصار هذا البلد الجميل العريق مهدداً بتقسيم أبدي وتحول الملايين من أبنائه إلي لاجئين.. وبات المستمسكون منهم بالأرض والوطن يحيون في قلب النار.
يراد منا الانسياق وراء حملات من يساوون بين جماعات وتنظيمات ظلامية خائنة لشعوبها ولأوطانها، »تكره» الحضارة والحياة وتريد جرنا إلي مصير أسود وبين جيش ودولة وشعب يسعون للبقاء وللحفاظ علي الوطن بحدوده المعروفة.. ليعيش ناسه تحت سمائه آمنين كما كانوا منذ فجر التاريخ.. وتحت دعاوي حماية الأرواح التي تروج لها بلاد لم نر منها سوي استباحة أرواحنا وثرواتنا. يراد منا القبول بشيطنة جيش ودولة وكل من بصفهم من أبناء شعب أكثريته تؤيدهما، إنتماء لوطن ولأرض ولحضارة تأبي الموت وترفض الظلام..
كونوا متسقين مع أنفسكم يا من تدعون الدفاع عن حقوق الإنسان.. فهل يقبل أحدكم من جيشنا أن تتعرض القاهرة أو أي مدينة مصرية لقصف صاروخي وأن تحتل جماعات مسلحة وتسيطر علي محافظة من المحافظات أو مركز أو حتي قرية من القري ويبقي مكتوف الأيدي.. هل يقبل أحدكم أن تتخذه وعائلته جماعات مسلحة أسري وتفرض عليهم هوان العيش وتستبيح ماله وعرضه وتقف مؤسسات دولته بلا حراك.. وهل يفترض بدولة وبجيش التخلي عن دورهما في صيانة وحدة واستقلال بلدهما.
في أمتنا هناك من يسمعون للأعداء وبتكرار ما يسمعون هم يتحولون وبغير وعي إلي أنصار يدعمون العدو، ينفذون تماماً ما يريده.. !!