ليس من باب المجاملة او الاشادة الكاذبة.. ولكن عن قناعة وايمان جازم.. أقول بالفم المليان أننا.. نحن المصريين شعب طيب يتحلي بالاخلاق الكريمة والشهامة والمروءة والنخوة.. بالرغم مما طفح علينا من بعض المتغيرات السلبية السطحية التي خلفتها احداث يناير ٢٠١١.. وليس ادل علي ذلك من هذا النموذج لرجل الشرطة الطيب الذي لم يتردد لحظة في التقاط الطفل الذي سقط من الشرفة لينقذ حياته بينما تعرض هو للاصابة ودخل المستشفي جراء الإصابات التي لحقت به.. لم يقل لنفسه.. وانت مالك ياعم.. بل اندفع بتلقائيته وفطرته لإنقاذ الصغير..
اما الشاب الرائع عبدالرحمن من الفيوم فهو يمثل نموذجا للامانة والنزاهة.. عندما رأي حقيبة ملقاة علي الارض ففتحها ليجدها مليئة بالنقود التي بلغ مجموعها ١٥٠ الف جنيه.. فدخل فرع فودافون القريب منه وسأل بصوت عال » حد ضايع منه فلوس يا جماعة ؟» فأجابه الجميع بالنفي.. ويلح في السؤال ثم يترك ورقة صغيرة مع أحد الموظفين قائلا » ده رقم تليفوني.. لو أي حد سأل عن فلوس ضايعة منه ».. وفِي اليوم التالي يستقبل اتصالا من رجل يبكي متوسلا اليه باحضار الحقيبة.. فيذهب علي الفور لتسليمها إلي صاحبها ويرفض ان يأخذ أي مكافأة.. !!.. هذا الشاب البسيط الشريف يرفض مالا هبط عليه من السماء وهو أحوج ما يكون اليه.. الا أن أمانته أبت عليه استحلال المال الحرام..بينما نقرأ كل يوم عن مسئولين في مناصب رفيعة يتقاضون رواتب بالالوفات ومع ذلك يرتشون ويختلسون!!.. قصة كل من رجل الشرطة الذي ندعو له بالشفاء وعبدالرحمن الذي سيجزيه الله خيرا كبيرا.. أكدت لي اننا لا نزال بعد بخير.. وانه بالرغم مما حدث من متغيرات في تركيبة المجتمع المصري في السنوات الاخيرة.. الا اننا في طريقنا للعودة إلي أصالتنا وعاداتنا وتقاليدنا.. عندي أمل !!..