الأخبار
كرم جبر
مرحباً ولي العهد السعودي
السعودية بالذات لها في قلوب المصريين صدارة، ففي أرضها الطاهرة الحرمين الشريفين، وتهفو لهما القلوب وتتجه الأنظار، حباً في الله وحبيب الله، وترسخت هذه المحبة في القلوب، وعلت دائماً فوق أي سحب سوداء تمر في سماء العلاقات بين البلدين.
في الأزمات كانت السعودية دائماً بجوار شقيقتها الكبري مصر »الشقيق وقت الضيق»‬، ولا ننسي أبداً موقف جلالة الملك فيصل بعد نكسة 1967 التي تعرضت لها مصر، عندما وقف بجوار أخيه الرئيس جمال عبد الناصر في القمة العربية بالخرطوم، وشد علي يديه وأعلن وقوف السعودية بجوار مصر، حتي إزالة آثار العدوان، وعاد الصفاء في علاقات البلدين مرتفعاً فوق جراح حرب اليمن.
ولا ننسي موقف السعودية الرائع بعد ثورة 30 يونيو، عندما أعلنت وقوفها الكامل مع ثورة الشعب المصري، وتقديمها كل صور الدعم والمساندة، وإيمانها بأن سقوط مصر يعني سقوط الأمة العربية كلها، وانحيازها إلي المصالح العربية العليا، التي تحتم الحفاظ علي مصر، ودعمها سياسياً ومادياً حتي تتجاوز أزمتها.
لكل هذه الأسباب وغيرها، نرحب بزيارة الأمير محمد بن سلمان للقاهرة، في وقت مصيري تواجه فيه الأمة العربية تصاعد المخاطر.. وإذا اتحدت إرادة مصر والسعودية، فكل أزمات المنطقة تأخذ طريقها إلي الانفراج.
ففي الجبهة الشرقية للوطن العربي، لا تزال إيران تشكل تهديداً سافراً لدول الخليج وللأمن القومي العربي، وتعبث أصابعها في الصراع الدائر في اليمن، التي هي خط أحمر بالنسبة للسعودية، ولمصر موقف ثابت ولم يتغير من إيران منذ عشرات السنين، وترفض إقامة علاقات دبلوماسية معها، إلا إذا تعهدت بعدم التدخل في شئون الدول الأخري، ومن بينها مصر ودول الخليج.
وما تزال دماء العرب تنزف بغزارة في اليمن وسوريا وليبيا، والرؤية المشتركة لمصر والسعودية، تهيئ الأجواء لقمة عربية ناجحة في مارس الجاري، بعد فشل القمم السابقة، والعرب الآن في أمس الحاجة إلي مظلة عربية، لتحقيق السلام في بؤر الصراعات الساخنة، وأن تتوقف الحروب وإراقة الدماء، واحترام إرادة الشعوب في اختيار نظام الحكم الذي يرضيها وإذا نجحت القمة العربية في ذلك، فهي تعيد إحياء الروح العربية.
ومن القضايا المصرية التي تنال اهتمام البلدين، التصدي لقرار الرئيس ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس، وأعلنت الدولتان رأيهما الحاسم برفض القرار والتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وآن الأوان لإحياء خطط السلام العربية التي تبنتها جامعة الدول العربية، وألا يترك مصير القضية الفلسطينية للموات مرة أخري.
قمة الرئيس السيسي وولي العهد السعودي بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، فمصر تخطو بثبات في حربها ضد الإرهاب والإسراع بخطط التنمية، والسعودية تجري إصلاحات جريئة في مختلف المجالات، ولدي البلدين بجانب الإمارات والبحرين موقف ثابت من المؤامرات القطرية التي تستهدف ضرب الأمن والاستقرار في المنطقة، ومن الضروري استمرار الحصار علي تلك الإمارة المارقة، حتي تنصاع لشروط الدول الأربع.
القضايا والملفات كثيرة، وأهم ما فيها بزوغ العمل العربي المشترك من جديد، في سماء المنطقة التي تخيم عليها سحب داكنة، فمرحباً بولي العهد السعودي علي أرض مصر، التي تستقبله بكل الحب والترحاب.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف