أجمل الشعارات المطروحة على الساحة الآن فيما يخص الانتخابات هو (انزل وشارك)، فى إطار حث المواطنين على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومصدر الجمال هنا، أن الشعار يدعو للتفاعل مع الحقوق التى منحها الدستور للمواطنين، فهم أصحاب الحق فى اختيار من يقود سفينة بلدهم، ولأن هذا الحق الدستورى يتبعه واجب وطنى يكتسب أهميته من كونه دعوة للشهادة ولابد من تلبيتها، والشهادة هنا تتمثل فى تقييم العمل الرئاسى فى الفترة الأولى للرئيس السيسي، وأيا ما كان موقفك منه مؤيدا أو معارضا، فأنت مدعو للإدلاء برأيك فى هذه الفترة، وتحكم ضميرك، والواجب الوطنى أيضا يحتم عليك أن تنزل وتشارك فى الاقتراع فهذا الأمر الذى لن يأخذ من وقتك إلا بضع دقائق، ينبغى ألا تستكثرها على الوطن الذى يتربص به الأعداء وينتظر هؤلاء المتربصون ما سيكون عليه حال الاقتراع ليصوبوا سهامهم المسمومة للتشكيك فى العملية الانتخابية برمتها، ورغم أن هذا الأمر لايهمنا ولانقيم له وزنا، لأننا نؤمن بأن بلدنا يعيش مرحلة استثنانية من تاريخه ويقوده رئيس استثنائى نجح فى إيجاد شعبية جارفة له لم يحصل على مثلها أحد من الرؤساء إلا جمال عبد الناصر، وبالتالى فإحجام الكثيرين عن خوض الانتخابات أمامه يحسب له وليس عليه، فالكل يعلم بأن شعبية السيسى طاغية، ومنافسته مستحيلة، وحتى وإن نقصت شعبيته بعض الشىء عن العام 2014 بفعل قرارات الإصلاح الاقتصادى وتعويم الجنيه التى كانت بمنزلة الدواء المر الذى تأخر كثيرا اتخاذها، وما نتج عنها من ارتفاع فى أسعار بعض السلع والخدمات، فإن منافسيه يعلمون قبل غيرهم أن من تحول من مؤيديه لن يكون معهم لأنه معارض لقرارت وليس للرئيس، وبالتالى لن تكون أصواتهم لهم، والرئيس يعرف أن قرارات الإصلاح الاقتصادى لن تروق لكل الشعب وأن قطاعا كبيرا سيغضب بسببها، وكان بامكانه ألا يتخذها كسابقيه، لكنه آثر مصلحة الوطن على مصلحته وشعبيته، واقتحم بجرأة يحسد عليها كل العقبات التى تحول دون خروج مصر من كبوتها الاقتصادية والتى سبق له التحذير من أخطارها عدة مرات قبل توليه المسؤلية عندما كانت فئات الشعب تطالبه بالترشح للرئاسة فكان جوابه (الوضع صعب هتستحملوني) فى إشارة الى أنه سيتخذ القرارات المصيرية الصعبة التى لم يتخذها من سبقه من الرؤساء وكان ينبغى أن تتخذ قبل عقود من الزمان، كما أن الرئيس السيسى وهو يعلن نزوله على رغبة مطالبيه بالترشح قدم برنامج عمل، ورفع شعار(أعينونى بقوة) فى إشارة الى أنه لن يكون رئيسا لشعب لايشارك معه فى العمل من أجل تغيير الظروف الصعبة التى فرضت على البلد فى السنوات الأخيرة، ومن هنا كان الرئيس يسابق الزمن فى كل المشروعات التى اقتحمت كل المجالات من كهرباء وطرق وزراعة ومدن جديدة وبنية تحتية وغيرها من المشروعات، على أمل أن يشعر المواطن بها ويستفيد منها، لكل هذا يبقى على المواطن الاضطلاع بمسؤليته ويقوم بدوره الآن مودعا السلبية ورافضا الأصوات المثبطة للهمم، والتى لايهمها مصلحة الوطن وتدعو لتعطيل مسيرته بمقاطعة الانتخابات.
على المواطن أن يراجع نفسه ويجول بناظريه فى محيطه الوطنى داخل مصر ومحيطه الإقليمى ليسترجع ماكان فيه ويدرك إلى أين وصل، ساعتها سيدفعه ضميره إلى المشاركة الإيجابية والنزول إلى الانتخابات، ليحافظ على ماتحقق من أمن وإنجازات وليقول كلمته ويختار من شاء، ليقدم للعالم كله صورة حضارية تعكس اهتمامه بالوطن ومستقبله، وتؤكد أن المصريين بعد خروجهم الذى أبهر العالم فى 30 يونيو، لن يخذلوا تاريخهم القريب ويؤكدوا للجميع أنهم ماضون فى طريقهم الذى اختاروه رافعين شعار مصر أولا وقبل كل شىء، وأن ما حققوه من منجزات فى السنوات الأربع الاخيرة كان حصاد صبرهم والتزامهم بدعم رئيسهم وتقديرهم موقف بلدهم الذى استنزفت خيراته بفعل الاضرابات والاحتجاجات التى اجتاحته خلال الفترة من يناير2011 إلى يونيو 2013، وهنا أجدنى مدفوعا إلى الإشادة بالاتحاد الرياضى العام للشركات الذى يترأسه الدكتور حسنى غندر ومجلس إدراته الذى يضم نخبة من رجالات الاقتصاد الوطني، حيث قام الاتحاد بتبنى مبادرة انزل وشارك فى كل الشركات الكبرى التى تسهم فى زيادة الدخل القومى وتولى المحاسب محمد عبد الرحيم والمحاسب محمد عثمان هارون مهمة تنظيم مؤتمرين حاشدين للترويج للمبادرة فى 6 أكتوبر والحوامدية، وبذلوا من الجهد مايكفى لتوعية العمال، والتأكيد لهم أن مشاركتهم فى الانتخابات الرئاسية واجب وطني، وأن المستقبل المأمول لأولادهم والأجيال القادمة يحتم عليهم المشاركة والإدلاء بأصواتهم بمنتهى الحرية، دون توجيه إلا من ضمائرهم، فالأمر يتعلق بالوطن ونداء الوطن تلبيته واجبة.