سكينة فؤاد
صيحة الصاعقة.. ولجنة النائب العام
أبطالنا المنسى والمغربى الدبابة وشبراوى وعليّ وحسانين.. الأحياء عند ربهم يرزقون أعادتهم صيحة الصاعقة والكتيبة 103 أحياء بيننا.. يثبتون ما يستطيعه الإبداع الصادق القادم من أعماق الوطنية والحب والعشق والفداء للأرض ويرددها بقوة وفخر أولادنا ويكشفون عن أشواقهم لفنون وإبداع يرمم ويداوى ما فعلته أشكال هزيلة ومريضة تشوه الفن والغناء.. تحية للرائد متقاعد محمد طارق الوديع وأرجو ألا يتوقف عن إبداع هذا الشكل الرائع من الحب والعشق الذى يحول حياة وبطولات مقاتلينا إلى أغنية ومثال أعلى لأجيالنا الصغيرة ويخلد جميع شهدائنا.. وأرجو من الإعلام المسموع والمرئى أن يفسح مساحات أكبر لإبداع صناعة المجد والنصر وتخليد بطولات أبناء المصريين سواء فى رائعة «صيحة الصاعقة قالوا إيه علينا دولا.. وقالوا إيه» وجميع حلقات البطولة والنصر فى تاريخنا القديم والحد يث.
إذا كان بشرف وبطولة يستشهد أبطالنا من أنبل وأروع أبناء مصر على جبهة القتال والدفاع والتأمين لحدود وسماء وبحار بلدهم فى سيناء 2018 فبأقسى أشكال الإهمال وسوء الإدارة وانعدام المسئولية يتمزق أبرياء على قضبان السكك الحديدية فى حادث مروع ينضم إلى حوادث مشابهة لم تتوقف حتى أنه فى يوم وقوع حادثة قطار البحيرة كانت تنتظرنا فى الإسكندرية قضية حادثة قطار خورشيد التى وقعت فى أغسطس الماضي.. أكتب هذه السطور وفى رأيى أن أهم ما حدث عقب الحادث المروع الذى راح ضحيته 12 مواطنا وأصيب 39 إصابات خطيرة أن النائب العام أمر بتشكيل لجنة سباعية من المختصين بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمكتب الاستشارى بالكلية الفنية العسكرية وأن تضم عضوين من هيئة الرقابة الإدارية.. أى أن النائب العام حرص على ألا تتشكل اللجنة فقط من مسئولى الهيئة ووزارة النقل ولعل أهم وأصدق تصريح لوزير النقل عقب الحادث المروع «أن خطأ الضحايا أنهم وثقوا فينا» ولا أعرف فيمن كان يجب أن يثق الضحايا المغلوبون على أمرهم وعلى ظروفهم الصعبة؟!! لقد توالت تصريحات الوزير ومسئولى الهيئة تحمل المواطنين تهالك الشبكة المسئولية عن كل ما يحدث وبما يجعل مآسى القطارات تتكرر كل يوم ـ ويتحمل المواطن المسئولية لأنه يدفع فى تذاكر الركوب أسعارا متواضعة وغير قادرة على توفير نفقات التحديث والتطوير وكأن الملايين من البسطاء الذين يمثلون الشريحة الأساسية من مستخدمى القطارات يتحملون المسئولية الأولى عن قتل أنفسهم لأنهم لا يدفعون ما يجب أن يدفع وتبقى فى جيوبهم الفارغة ما يتحمل أى زيادة فى الأسعار لذلك أرجو من أعضاء هيئة الرقابة الإدارية باللجنة التى شكلها النائب العام أن يراجعوا ويعرفوا كيف أنفق ما جاء الهيئة من أموال منح وقروض. ويقوموا بإحصاء ما لدى الهيئة من أملاك وأصول وهل تدار إدارة اقتصادية ليتأكد المؤكد أن فشل الإدارات المتتالية وغياب الشفافية هو المسئول الأول عما يحدث من كوارث يروح ضحيتها آلاف المواطنين.
وحول أزمة قطار البحيرة قدم برنامج العاشرة مساء فى ليلة وقوع الكارثة الإنسانية ندوة حول الأسباب والحلول الممكنة ولفتنى أن أحد الحضور وهو نائب فى البرلمان وعفوا لعدم تذكرى الاسم جاء بالوثائق والأرقام الدالة على أن فى مقدمة الأسباب سوء الإدارة وتبديد ما أتيح للهيئة من أموال ـ ولم يقل لنا النائب لماذا لم يقم النواب بأدوارهم ومسئولياتهم فى محاسبة المسئولين والمقصرين ومراجعة الإمكانات المهدرة التى كان يمكن أن تساعد فى تحسين أوضاع المرفق وتقليل المخاطر التى يتعرض لها آلاف المواطنين.
قضية يجب تناولها بجدية وشفافية وهى مصادر التمويل الغائبة أو المغيبة وترك مشكلات وأزمات تتفاقم والضحية الأولى لها الملايين الذين يمثلون أرصدة الحماية والأمان والتأمين لبلادهم وتركهم يغرقون فى أشكال مؤلمة من الإهمال والحرمان التى تبرر وتفسر دائما بنقص الإمكانات وأقرب مثال عائد إزالة التعديات على أراضى الدولة التى عاد الرئيس خلال الأسبوع الماضى يطالب بتنفيذها على الفور وبما تحققه من استرداد مئات المليارات من أموال الشعب والتى قيل إن محاولات عرقلتها لم تتوقف وان بعض المحاولات كانت من نواب فى البرلمان «والخميس 1 مارس نشرت الأهرام عنوانا رئيسيا على الصفحة الأولي» 3 أشهر مهلة لاستكمال تسوية التعديات على أراضى الدولة أيضا أبين كل ما قيل ونشر عن كائن خرافى اسمه «الصناديق الخاصة» التى أعلن مجلس النواب أكثر من مرة أنه بصدد مناقشة حجم ما فيها من مليارات وأين وكيف تنفق هذه المليارات ويبدو أن هذا الصدد لن يأتى أبدا!! وأين أموال التهرب الضريبى التى أكد خبراء أنها تمثل رقما ليس هينا! وكم حجم المليارات التى ينهبها ويضيعها فساد المحليات والتى لم تتم مواجهتها إلا بجهود مشكورة للرقابة الإدارية وإن ظل ما يتم الكشف عنه من أموال منهوبة لا يمثل نسبة تذكر من حجم المليارات التى كان يمكن أن تستثمر فى إصلاحات تخفف معاناة المواطنين وتحسن مستوى كثير من الخدمات المتدنية والحجة دائما نقص الإمكانات!!
أختلف مع كل ادعاء يحيل سوء الإدارة إلى نقص الإمكانات وأتمنى أن تكون اللجنة التى دعا النائب العام إلى تشكيلها من خبراء وعناصر هندسية ورقابية إلى جانب أعضاء من السكك الحديدية كاشفة ومؤكدة أننا نحتاج أن نعمل أفضل وأكثر ومسئولين وإدارات لمؤسساتنا أكثر رشدا وكفاءة وأمانة على مواردنا التى ليست قليلة ولا هينة وإلى أداء متقن ومبدع يحترم ويحمى الملايين التى تمثل الأرصدة الحقيقة لقوة وسلامة واستقرار بلدهم.
بدأت مقالى بتحية حب واحترام وإعجاب لصيحة الصاعقة وأصدائها الرائعة.. بينما تمزق أذنى الآن أصوات قبيحة وكلمات أقبح فى إعلان من الإعلانات التى تبحث عن الرواج ـ عفوا بأحط الكلمات والصور! إلى متى يظل الرواج والانتشار يبيح الإساءة إلى وجدان وأذواق المصريين؟!
تعليقا على مقال الأسبوع الماضى بعنوان «توت عنخ آمون والعبث بالتراث الوطنى والذى حذرت فيه من الأخطار والمهددات التى يمثلها سفر 166 قطعة من كنوز أيقونة الآثار الفرعونية الملك الذهبى توت عنخ آمون إلى نحو عشر مدن وأكثر من قارة والغياب سبع سنوات يستغرقها المعرض، نفى د. زاهى حواس وزير الآثار الأسبق وجود أى علاقة له بالمعرض وأكد أنه ليس صحيحا ما نشر عن محاضرات له حول المعروضات.