الأخبار
جلال دويدار
كل الشكر والتقدير للسفير قطان لما قدمه للعلاقات المصرية السعودية
ليس تجاوزا بل هي الحقيقة.. القول بأن العلاقات المصرية السعودية سوف تفتقد الكثير بنقل أحمد قطان سفير السعودية الشقيقة في مصر. لا جدال انه كان عاملا فاعلا ساهم فيما وصلت اليه العلاقات المصرية السعودية من تعاون وفهم وتفاهم. ان ما حققه لصالح هذا الهدف يعد نموذجا لما يجب ان تكون عليه الروابط بين الاشقاء.
من المؤكد ان اختياره لهذه المهمة كان قرارا موفقا له معناه ومغزاه من جانب قيادة المملكة السعودية.. ما توصل اليه من انجازات كان وراء قرار تعيينه وزير دولة للشئون الافريقية.. تطلعا وثقة في تنفيذه لاستراتيجية السعودية نحو تطوير ودعم علاقاتها مع دول القارة السمراء.
ما قام به السفير قطان علي مدي سنوات خدمته الدبلوماسية بالقاهرة.. استند نجاحه وبشكل أساسي الي ارتباطه بمصر حيث تلقي تعليمه منذ طفولته في مدارسها. هذه الفترة أتاحت له الارتباط بصداقات قوية ساهمت في تسهيل المهمة التي كلف بها من الرياض.
صالون النيل الذي كان يدعو إليه كل شهر في منزله تحول الي ملتقي لرموز الثقافة والصحافة والسياسة والادب. تركزت الحوارات والمناقشات فيه حول كل ما يعظم ويثري العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة للدولتين والشعبين المصري والسعودي.
الحقيقة ان علاقتي بالسفير قطان بدأت بعد ايام قليلة من استلامه لمنصبه مندوبا للسعودية بالجامعة العربية بالقاهرة.. حيث اسند اليه بعد ذلك منصب سفير السعودية. جري لقائي الاول معه بحضور ماما نوال الدجوي الرمز التعليمي وصاحبة المؤسسات التعليمية الناجحة التي امضي فيها تعليمه حتي المرحلة الثانوية. اكثر ما فاجأني خلال الدردشة التي دارت في هذا اللقاء حماسه لمباريات كرة القدم وانتماؤه لمشجعي النادي الاهلي.
حول تخليه عن مسئولية منصبه الدبلوماسي المرموق في القاهرة استعدادا لاستلام منصبه الوزاري الجديد حرص السفير قطان ان يعبر عن مشاعره الجياشة التي هي مشاعر كل مواطن سعودي. قال في عبارات اتسمت بالمصداقية والامانة.. انه لن يستطيع ان يقول وداعا لمصر التي لا يمكن ان ينساها لأنها في عقله ووجدانه كما هو الحال بالنسبة لكل مواطن سعودي. بهذه المناسبة وجه رسالة شكر وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد سمو الأمير الملكي محمد بن سلمان علي الثقة التي اولياه اليه باختياره لهذا المنصب الوزاري الرفيع.
ليس هناك ما يقال تعليقا سوي ان مصر ستظل دوما فاتحة ذراعيها له ولكل الاخوة السعوديين باعتبارها بلدهم الثاني مثلما السعودية بالنسبة للمصريين هي بلدهم الثاني. ان ابناء مصر المحروسة لن ينسوا له جهوده من أجل تطوير وترسيخ العلاقات والروابط المدعومة بالمصاهرة والمصير الواحد. اننا علي ثقة بأن الاختيار لمنصب السفير الجديد في مصر خلفا له سوف يسير علي نفس الطريق. يأتي ذلك تفعيلا لوصايا وتوجيهات مؤسسها الراحل جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف