»أجل إن ذا يوم لمن يفتدي مصر.. فمصر هي المحراب والجنة الكبري».. وافتداء مصر ليس بالكلام والشعارات، ولكن بأن نقف في ظهرها، ونتصدي للهجوم الغادر الذي تتعرض له، فأهل الشر والمتآمرون يعز عليهم أن تقف علي قدميها عزيزة كريمة أبية، تزيح عن كاهلها آثار التعب والمعاناة، وتشق في الصخر مستقبلاً ينبئ بالخير، لنزهو بها ونفخر بعلمها ورايتها الخفاقة.
ليست شعارات ولكن علي أرض الواقع تتحقق إنجازات هي معجزات، وأهمها حرب استعادة سيناء حرة، بعد تطهيرها من دنس الإرهاب، وإدراجها في خطط التنمية، لتصبح أرض المحبة والسلام والخير، لتنتهي عزلتها التاريخية وتنضم لأحضان الوطن، وامتدت تحت قناة السويس أنفاق عملاقة، هي أيضاً معجزة تم تنفيذها في زمن قياسي، فأصبح العبور من الشرق للغرب لا يستغرق سوي دقائق قليلة، بدلاً من أيام وأسابيع.
عدنا لسيناء وعادت لنا، وفي عودتها ضربة قاضية لكل متآمر، فكَّر يوماً أن ينال شبراً واحداً من هذه الأرض الطيبة، فمصر وجيشها وشرطتها يخوضون حرباً مقدسة لتخليصها من أشر الأعداء علي مدي التاريخ، لتكون للمصريين الذين دافعوا عن كل شبر فيها بالأرواح الغالية والدماء الطاهرة.
نقول لقوي الشر، مصر تحرر سيناء من الإرهاب لتردها لشعبها، وليس لإبرام صفقات شيطانية، مثل التي أبرمها المعزول وأهله وعشيرته، لاقتطاع أجزاء منها، لصالح مخطط دولي يستهدف حل القضية الفلسطينية علي حساب أراضي مصر، وتصدي الجيش المصري العظيم لخطة الشيطان في عز حكم الإخوان، ونفس هذا الجيش هو الذي يذود عنها الآن، كما ذاد عنها في الحروب المصيرية، حتي تحقق انتصار أكتوبر العظيم، فكانت الخطوة الهائلة، بنهاية أطماع إسرائيل في سيناء، إلي الأبد.
سيناء 2018 تستكمل إنجاز حرب أكتوبر، وتضيف انتصاراً إلي انتصار، وتوجه رسالة لكل طامع ومتآمر، بأن مصير كل إرهابي جبان حمل السلاح، هو أن يدفن في ثراها، فهكذا كانت وستظل مقبرة للغزاة.
»من يفتدي مصر» هو الذي يدفع الشر عنها، ويضع في عينيه وقلبه رجالاّ عاهدوا الله أن يكونوا فداء للوطن، فمن يضمر الشر لهم يرتكب جريمة الخيانة العظمي، ومن واجبنا جميعاً أن نعلي شأن ثقافة البطولة لهؤلاء الرجال، فيشعر الابن والابنة والأم والزوجة وعائلات هؤلاء الشهداء، بأنهم رمز للفخر والبطولة، وأن وراء كل واحد منهم قصة خالدة، ستظل رصيداً للوطن علي مدي الزمن.
من واجبنا أن نُعلِّم الأجيال الجديدة بما يحدث علي أرض مصر، فهم يبحثون عن رمز وبطولة يقتدون بها، وفي بلدنا صور رائعة، يمكن أن تبث فيهم روح الفخر والزهو، بدلاً من وقوع بعضهم في براثن الدعاية السوداء، التي تبثها المواقع والسوشيال ميديا، لتسميم الأفكار، وجذب شبابنا مستقبل وطننا إلي روح اللامبالاة والغضب، نريد أن نجذبهم من عالم الفيس بوك الافتراضي، إلي إنجازات تتحقق علي أرض الواقع، وسيكتشفون بأنفسهم أنه أكثر روعة وانبهاراً.
» من يفتدي مصر »، لا يترك السوس الذي ينخر في الجسد، ويواجهه بالوعي والفكر والاستنارة، ولا يقف متردداً في منتصف الطريق، فليس أمام هذا الوطن سوي طريق واحد.. أن يبني نفسه ليوفر حياة كريمة لشعبه، ولا يمد يديه لأحد، فلا يحك جلدك غير ظفرك