مرسى عطا الله
كل يوم رسائل من فوهات المدافع!
من بين أهم الرسائل التي استهدفت مصر إيصالها من وراء معركة الأسلحة المشتركة التي خاضتها في سيناء لاجتثاث الإرهاب من جذوره رسالة تقول: إن مصر مصممة علي أن تضع نهاية لهذا العبث الإرهابي الذي ترعاه بعض الأطراف الإقليمية رعاية مباشرة وأن ذلك ربما يتطلب وصول إنذار مبكر لكل من يعنيهم الأمر بأنه ما لم يتراجعوا عن غيهم فإن هذه الضربات العسكرية الموجعة سوف يستحيل تماما قصر حدودها داخل إطار الأرض المصرية، وإنما سوف يمتد إلي أي مكان يمثل تهديدا للأمن القومي المصري.
وأسارع إلي التأكيد بأن ما أقوله ليس بناء علي معلومات ولكنه مجرد تقدير موقف ذاتي.. ومن ثم فإنني لا أتردد ــ في إطار حق الاجتهاد ــ أن أقول بأن معطيات القتال الدائر الآن تعطي رسالة مفادها: إن كل المتورطين في دعم الإرهاب بالمال والسلاح والأفراد لن يكونوا بمنأي عن الملاحقة وعليهم قبل فوات الأوان أن يتدبروا مواقفهم وأن يعوا جيدا أن الصبر الذي استمسكت به مصر طويلا لا يمكن له أن يدوم إلي ما لا نهاية.
والحقيقة إنني لم أكن أسرح بخيالي عندما كتبت في هذا المكان ــ قبل أيام ــ واصفا الحرب الدائرة في سيناء الآن تحت عنوان «الحرب لمنع الحرب» فأنا أعرف مصر دولة عريقة لم يسجل عليها أحد يوما أنها تحارب من أجل الحرب، وإنما هي إذا اضطرت لحمل السلاح فإنها تفعل ذلك من أجل تأمين الحياة ونشر السلام وإرهاب كل من يفكر في العدوان عليها.
وليست رسائل مصر من فوهات المدافع وقذائفها الملتهبة في سيناء موجهة لحلف الشر والكراهية المعادي لمصر فحسب وإنما هي أيضا رسائل للدول المتحضرة التي تتفهم كل إجراءات مصر في الحرب ضد الإرهاب وتعلم علم اليقين إن مصر لا تريد السلام والهدوء لنفسها وحدها، وإنما هي بما تفعل وتضحي تريد للعالم كله أن يعيش في سلام وهدوء.. ما أعظمك يا مصر وما أعظم ما يقوم به جيشك المظفر!
خير الكلام:
راحة الحكماء فى وجود الحق وراحة السفهاء فى وجود الباطل!