سؤال: هل يحتاج فريق كرة قدم إلي مدرب لكي يهزم في جميع المباريات.. إذا كان يستطيع الوصول إلي نفس النتيجة بدون مدرب؟.. هذا السؤال يلخص حال هيئة النقل العام في القاهرة.. نحن لا نحتاج الي الهيئة لكي يصل حال اتوبيسات الهيئة الي هذا القدر من السوء والفوضي.
في اتوبيسات الهيئة.. تحول الكمساري إلي لاعب أكروبات في سيرك.. يقف علي باب الاتوبيس.. ونصف جسمه إلي الخارج.. ينادي: مسكن مسكن جراج.. صلاح سالم مستشفي التأمين.. إلي آخر الجمل التي أصبحت مقررة علينا كلما شاءت ظروفنا السيئة استخدام اتوبيسات الهيئة.. محطات الاتوبيس اختفت تماما من خريطة شوارع القاهرة.. وأصبح السائق يتوقف كل دقيقة علي امتداد مساره لالتقاط الزبائن.. احد الاتوبيسات في مساره من ميدان الحجاز.. توقف أكثر من عشرين مرة لالتقاط زبائن أو محاولة اقناع الواقفين علي الأرصفة بالركوب.. خلال المسافة حتي ميدان التحرير فقط.. تحولت كل الشوارع إلي محطات وتحول الاتوبيس إلي ميكروباص يتوقف بجوار كل شخص واقف علي رصيف.. فإذا اضفنا توقفات اشارات المرور تصبح الرحلة بالاتوبيس جزءا من العذاب.
معظم اتوبيسات الهيئة أصبحت خالية من اللافتات التي تحدد المسار أو حتي الرقم.. وبعض اللافتات مكتوبة بخط اليد وبشكل غير مقروء.. وعلي الراكب تخمين مسار الأتوبيس أو محاولة الاستماع إلي نداء الكمساري الذي يتوه وسط صخب الزحام.
لا محطات ولا لافتات ولا توقف في اماكن محددة ولا نظافة ولا صيانة ولا نظام.. فهل نحتاج حقا إلي هيئة ورئيس هيئة وجيش موظفين لكي نصل إلي هذا القدر من الفوضي.. هل فكر رئيس الهيئة في الوقوف في أحد الشوارع.. ولا أقول المحطات لأنه لا توجد محطات.. لاستعمال أحد الاتوبيسات التي تخضع لإدارته؟.. هل فكر في التخلي لمرة واحدة عن سيارته الخاصة وجيش مساعديه.. لتفقد احوال اسطول اتوبيساته ومشاهدةمعاناة الناس معها علي الطبيعة؟.. لا اظن أنه حاول أو سيحاول.. فالوضع القائم هو بالنسبة للهيئة أفضل ما يمكن الوصول اليه.
مصر كلها تسير في اتجاه وهيئة النقل العام بالقاهرة تسير في الاتجاه المعاكس.. واعتقد أن الحل الأمثل هو حل الهيئة وترك الأتوبيسات تعمل علي "مزاجها".