جلال دويدار
زيارة ولي العهد السعودي للقاهرة ومرحلة جديدة لعلاقة مصر والسعودية
تواصلا للمبادرات والايماءات التي تؤكد عمق الروابط بين المملكة العربية السعودية ومصر والممتدة علي مدي التاريخ.. تأتي زيارة صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان ولي العهد ونائب رئيس الوزراء الي القاهرة. إنه يستهل بها أولي رحلاته الخارجية منذ تنصيبه وليا للعهد. هذه المبادرة ليست إلا برهانا علي تعاظم الإصرار علي مستوي القيادتين المصرية والسعودية علي استمرار انطلاقة العلاقات بين الدولتين لتحقيق المصالح المشتركة.
إنه لا يمكن أن يخفي علي أي محلل مغزي وتوقيت وأهداف هذه الزيارة وما تتناوله المباحثات التي جرت بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وبين سمو الأمير الملكي محمد بن سلمان من أجل إضافة المزيد من الزخم لما تشهده العلاقات من تطور علي جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والسياحية. كما انها شملت استعراضا لكل قضايا الشرق الأوسط والعالم الي جانب بحث التوسع في الاستثمارات السعودية التي تلقي كل التشجيع في مصر. كما كانت قضية الأمن القومي العربي وأمن الخليج موضوعا أساسيا في المباحثات. المؤشرات تؤكد أن التحرك في المرحلة القادمة يشمل اتخاذ خطوات تنفيذ المشروعات العملاقة التي تستهدف تعظيم التلاحم بين الدولتين. هذه المشروعات تقوم وبشكل أساسي علي الارتفاع بمستويات التعاون والاستفادة المتاحة لدي كل من الدولتين لتحويل الاحلام والآمال الي حقيقة وواقع. إن هدفهما خدمة مصالحهما المشتركة وبما يعود في نفس الوقت بالفوائد علي كل الدول العربية والاسلامية الشقيقة. وفي إطار هذه التوجهات قام ولي العهد بمتابعة عمليات ترميم وتطوير مبني الأزهر الشريف بالمنحة التي كان قد قررها الراحل العظيم جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
من ناحية أخري وانطلاقا من المسئوليات الهائلة التي اسندها خادم الحرمين جلالة الملك سلمان لضيف مصر سمو الامير محمد بن سلمان.. يُجمع المحللون علي أن نتائج الزيارة ستمثل طفرة هائلة في العلاقات التي تشمل جميع المجالات. وفي هذا الشأن فإنه لابد أن يوضع في الاعتبار عند التقييم ما صدر عن ولي العهد من تصريحات حول رسوخ وقوة العلاقات السعودية المصرية. قال أنها الركيزة الأساسية للحفاظ علي الأمن القومي العربي. في نفس الوقت فإنه ومن خلال مباحثاته ولقاءاته في القاهرة اكد علي دعم ومساندة المملكة العربية السعودية لمصر في حربها ضد الارهاب الذي يعد خطرا يهدد أمن واستقرار كل الدول العربية.
ولا يمكن تفويت فرصة الحديث عن زيارة ولي عهد السعودية دون الإشارة إلي العملية الواسعة للتطوير والتحديث التي تبناها في المملكة العربية السعودية في إطار المسئوليات المسندة إليه. إن ما تتضمنه من قرارات واجراءات تُعبر عن فكر متقدم لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع الثوابت الاسلامية التي تعد اساسا للحكم في هذا البلد العربي الشقيق. هذا التوجه الذي لا يتزعزع يستمد مقوماته التي شرفت بها الارض السعودية بنزول الوحي علي نبينا محمد »عليه الصلاة والسلام».
إن الترحيب الحافل والحار الذي أُستقبل به سمو الأمير محمدبن سلمان في القاهرة علي كل المستويات وطبيعة ما دار من مباحثات تشير الي اننا علي أبواب مرحلة جديدة للعلاقات بين البلدين. إن مردود الزيارة وما شهدته ليس الا تجسيدا لما بينهما من روابط وثيقة ومتينة. إنه من واقع المشاعر الواحدة والتطلعات والآمال المشتركة يمكن القول أن الشعبين المصري والسعودي ليسا إلا شعبا واحدا. في هذا الإطار وبحكم المسئولية العربية القومية المشتركة فإن ما يجمعهما هو المصير الواحد.