الأهرام
أنور عبد اللطيف
رئيس بلا حرافيش ..وأسرار رجل المخاطرات
يشدنى إيقاع حديث عماد الدين أديب إلى أحمد موسي، صحفى مفكر ومذيع مستعد للانقضاض، أتابع ..الضيف جاء «على مسئوليتي» محتشدا بصور ومعلومات، تحليلات لأول مرة عن رئيس أمضى فى حكم البلاد أربع سنوات، من الدقائق الأولى يتمرد موسى الصحفى على موسى المتلقي، ينافس بالمعلومات، الضيف يراوغ ببراعة وخبرة، يخطف الكاميرا بعناوين لا يعرفها الناس عن الإنسان عبد الفتاح السيسي، ماذا أثرت فيه والدته الحاجة سعاد، وماذا اكتسب من والده التاجر، ولماذا اختار الخدمة فى الجيش ولم يعمل بالتجارة، حياة الجمالية وحى الحسين والدور الثالث فى بيت الأسرة وأثرها على حلوله وإيقاعه فى الحكم، إعجابه بعبد الناصر واحترامه للسادات وعتابه على مبارك، عايش السيسى لهزيمة 1967صبيا وانتصار اكتوبر شابا ولمرحلة السلام ضابطا فى الخدمة.. قائد بلا حرافيش ولا شلة، «صاحب صحبه» فى حدود الشغل والالتزام بالمهام، رأس جهاز المخابرات الحربية فى عمر صغير، يعرض أديب دراسة أعدها «الباحث» عبد الفتاح السيسى عنوانها ديمقراطية الشرق الأوسط، يحفظها أحمد موسى عن ظهر قلب والجديد تحليلات أديب عن عدد الكلمات ودلالات الألفاظ والفهم المتحضر للدين.

يصل الحكى إلى محطة 2011 يعود أديب إلى تصريح خطير للمشير طنطاوى فى 2010 أمام 20 ألف جندى وضابط، أوامر الشعب أولا قبل الحاكم ولو كان مبارك، إذا خير الجيش بين الدولة وبقاء الرئيس انصاع لأوامر الشعب، ويشتم موسى رائحة «التوريث» تفوح من حديث أديب وسر عبارة «يسقط يسقط حسنى مبارك» التى كانت مكتوبة على دبابات ميدان التحرير، وموقف الجيش من مشروع «الوريث» القادم، يحاول موسى أن يخطفه إلى 30 يونيو، يصر الضيف: أن ما لا نعلمه عن 2011 عشرة أضعاف ما نعلمه، ثم يستسلم «للخطف اللذيذ» بمزاجه، نصائح الفريق السيسى لمرسى تجاوزت 8 مرات، كان يمكن لمرسى أن يضع الجيش فى حرج لو انتصح وغير الدستور وألغى الاعلان الدستورى المكبل وآمن بالمعارضة، وأثبت أنه رئيس لكل المصريين، لا يعجب موسى أن يتحفظ ضيفه «بدبلوماسية الشرف» دون شتيمة لرئيس خائن فى محبسه، يكشف أديب عن لقاء فردى جمعه مع الرئيس المعزول، مأزوم اعتاد السمع والطاعة ولا يكتب ملاحظات، يعرض عليه أديب 11 مخرجا للأزمة، واحد واثنين وثلاثة وأربعة عن الفصل بين الدعوة والدولة وعلاقته بالإخوان وضرورة أن يكون رئيسا للجميع وبقية الملاحظات السبع عن السياسة والاعلام، يتجاهل مرسى الملاحظات الأربع الأولى ويبدأ إجاباته من رقم خمسة، رئيس يرى الإخوان جماعة المسلمين وليس جماعة من المسلمين، يدرك أديب يومها أن «مرسى هو الذى عزل مرسي». لا يعجب موسى مراوغة أديب والعودة لوضع مبارك ومرسى فى جملة مفيدة ، كلاهما رئيس منتخب سحبت الجماهير شرعيته،. يشرح أديب كيف تحول رجل المخابرات إلى رجل المخاطرات الصعبة، أصعبها ليس فى 25 يناير، ولا أنه وضع روحه على كفه ومنع تفكيك الدولة فى 30 يونيو فهذه مواقف شجاعة بحكم مسئوليته أمام الوطن والجيش، يقسم أديب أن قرارات نوفمبر الاقتصادية هى أخطر المواقف التى غامر فيها السيسى بشعبيته ثقة فى وعى البسطاء، أجدنى أتفق مع موسى أن الخلاص من الإخوان والإرهاب لا يقل أهمية، يكشف أديب خطورة ما يجرى الآن فى سيناء، 45ألف جندى يمسحون سيناء مشيا على الأقدام عشة عشة وبيتا بيتا ووكرا وكرا، ومخابئ وأسلحة ومعدات وصواريخ وتكنولوجيا متطورة لا تملكها إلا جيوش دول عظمي، ضبط 1500 كيلو من مادة (سى 4) شديدة الانفجار. يعرج موسى إلى الحديث عن الانتخابات، يتمنى أديب لو كانت هناك معارضة حقيقية، يتمنى أديب لو فاز الرئيس السيسى الذى نحبه وسننتخبه ـ بواحد وخمسين بالمائة ولا يفوز بتسعة وتسعين فى المائة، يلقى موسى بالمسئولية على الأحزاب والمجتمع المدنى ويسأل ضيفه: هل لدينا معارضة؟ فيجيب أديب أن المعارضة مصباح تنير الطريق للحاكم، يعجبنى تحليل الضيف لإشارة الرئيس السيسى المتكررة بيده لازم نكون «إيد واحدة»، إحساس دائم بالخطر الخارجى والهدف تفكيك وحدة الدولة، يتكلم أديب بمهنية حول المسكوت عنه فى قضية فتاة البى بى سي، يذكر أن الهيئة البريطانية من أكثر الهيئات الاعلامية مهنية فى العالم، يتجنب أديب الحديث عن اسم زبيدة ولا تداعيات ظهورها، شهادته عن مهنية البى بى سى تجعلنى أصدق أن سقطتها متعمدة، لم تقل إن السيدة التى تحدثت عن اختطاف ابنتها قسريا تنتمى لجماعة الاخوان، ولم تطبق المذيعة المحترفة كود المصداقية بسؤال الطرف الآخر هو الدولة المصرية ولم تتحقق من المعلومات بسؤال أكثر من طرف فى أماكن مختلفة، والخلاصة القناة تؤدى دورها بذكاء كأداة من أدوات الدعاية البريطانية، وتمت خطوة الكبيرة من حملة «اعرف رئيسك» حلقة صحفية شيقة أمتعت وأضافت للمشاهدين ينتهى اللقاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف