مرسى عطا الله
لا وجه للشبه بين الحربين!
لا وجه للشبه بين حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي وبين حملة سيناء 2018 لتطهير شبه الجزيرة من عصابات الإجرام والإرهاب التكفيرية ذات الامتدادت الإقليمية والدولية فما أبعد المسافة بين جيوش نظامية تتحارب بكل أدوات الحديد والنار والدم وبين جيش يطارد أشباحا في الجبال والكهوف وبإمكانها التسلل والاختباء وهذا ما يدفع بعض المحللين إلي القول بأن الحرب ضد الإرهاب أعنف وأخطر الحروب.
ومعني ذلك أن المقارنة بين الحربين غير مطروحة فالذي صنعناه بالعبور المجيد سوف يظل مجدا مقيما لمصر وقواتها المسلحة في سجلات التاريخ العسكري ولكن الذي نقوم به الآن تحت رايات حملة سيناء 2018 حرب مزدوجة أشد شراسة لأنها تستهدف تطهير سيناء من الإرهاب الزاحف إليها من خارج الحدود وحماية الوطن بكامله من الضربات الإرهابية التي كانوا يخططون لها لعرقلة مسيرة البناء والتنمية.
تحت رايات حملة سيناء 2018 تخوض قواتنا المسلحة معارك هجومية لاقتلاع الإرهاب من جذوره بحيث لا يبقي له أثر أو وجود فوق أي شبر من أرض سيناء وإلي جانب المعارك الهجومية لدينا معارك دفاعية لحماية أهالي ومنشآت سيناء من أى عمليات انتقامية يائسة تقوم بها هذه الفلول الهاربة في الجبال التي باتت أشبه بالذئاب الجريحة التي تمثل العدوانية الفظة ملمحا أساسيا في كل سلوكياتها.
في حرب العبور المجيدة عام 1973 كان القتال هو وسيلتنا لإجبار إسرائيل علي الوصول إلي حل يضمن استعادة مصر كامل أراضيها المحتلة في شبه جزيرة سيناء أما في حملة سيناء 2018 فإن القتال هو خيارنا الوحيد للقضاء علي عصابات الإرهاب التكفيرية في سيناء سواء بقوة النيران أو محاصرتهم حتي الموت جوعا في كهوف الجبال لأنه لا مجال لحلول سياسية أو مفاوضات مع الإرهابيين.
بالمقاييس التكتيكية والاستراتيجية لا وجه للشبه بين الحربين.
خير الكلام:
<< اكتب جروحك علي الرمال وإنجازاتك علي الرخام!