الأهرام
جمال زايدة
السياحة يا معالى الوزيرة
تقدم السياحة نسبة معتبرة من الناتج المحلى الاجمالى تصل وفق بعض التقديرات الى نحو 12% من الناتج الاجمالى فى مصر.. وهى نسبة تسمح بتشغيل ملايين المصريين فى هذا القطاع بناء على استثمارات تقدر بالمليارات، وهو قطاع لا تقف خلفه قوة دافعة تسمح بالإبداع فى مجال الاسواق السياحية وإنما هو قطاع لا يتمتع بمرونة كافية، يكفى أن تنقطع السياحة الروسية لكى نقع فى حيص بيص، لا أفكار خلاقة قادرة على تجاوز العقبات ولا تعبئة للقطاع الخاص خلف قيادات حكومية نشطة وما أراه وأتابعه لا يبشر بالخير. هناك جهاز بيروقراطى غير متطور قد لا يسمح للوزيرة رانيا المشاط بالانطلاق، هناك محاولات مستمرة لتخويف الوزراء الجدد بحيث يصبح الوزير غير قادر على اتخاذ قرارات تسمح بانتشال هذا القطاع من المأساة التى وقع فيها، استثمارات بالمليارات أنفقت فى بنية أساسية عظيمة وإرادة سياسية على أعلى مستوى حريصة على التطوير، وشركات من القطاع الخاص تتشوق إلى عودة النشاط مرة أخرى، ورجال أعمال عانوا من مرارة ركود القطاع ويتطلعون إلى تعويض خسائرهم، لكن نظرة سريعة على من يمثلون القطاع فى الداخل أو الخارج كفيلة بإصابة أى مواطن محب لوطنه بالاكتئاب مما يحدث. نحن نتحدث عن وزيرة لها خبرات نقدية وائتمانية من خلال البنك المركزى وخبرة دولية واسعة من خلال عملها فى صندوق النقد الدولى لكن ليس لديها جهاز إدارى متحرر من البيروقراطية، ما أراه هو حالة بطء فى اتخاذ القرار فى مواجهة قطاع متعطش للإصلاح الادارى. كيف يمكن إصلاح هذا القطاع فى ظل هذه الظروف، تلك هى المعضلة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف