الوفد
عباس الطرابيلى
إذا تكلمت مصر
عبارة واحدة.. قالها الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية، ونائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع.. ولكنها تعبر عن «روح جديدة» في العلاقات المصرية - السعودية حقيقة العلاقات بينهما طيبة.. ولن ننسي هنا الملك «عبدالله»- عليه رحمة الله- ومواقفه ودعمه لمصر- وهي في أسوأ حالاتها.. أيام المؤامرة الكاملة التي كانت تستهدف تدمير مصر بإصرار غريب.. ومريب.

والروح الجديدة التي أقصدها هي ما عبر عنها سمو ولي العهد.. إذ قال بكل وضوح رداً علي سؤال عن التنسيق والتعاون ين البلدين.. قال عبارة لا يمكن أن تحمل أي تفسير.. قال: إذا قالت مصر كلمة.. لا نناقشها.. لأنها هنا تعبر عن رأي العرب جميعاً، وتستهدف مصالح العرب كلهم.. وتلك العبارة تعبر عن مستوي العلاقات بين الدولتين.

<< والروح الجديدة هذه تعبر أيضاً عن مدي إعجاب الأمير بما يجري في مصر، وما ينفذ فيها.. أي تعبر عن بشائر جديدة لمصر.. ولم يكن ولي العهد السعودي يتحدث من فراغ.. بل شدته أيضاً «همة الرئيس (السيسي)» وإصراره علي اختصار وقت تنفيذ أي مشروع.. لأنه يسابق الزمن.. وسوف يغلب الزمن، وشدته أيضاً همة كل المصريين، فكل شيء يتم تنفيذه بعقول مصرية.. وسواعد مصرية... وكل هذا نعكس علي معدلات إنجاز أي مشروع سواء كان فوق الأرض، أو تحت الأرض.

<< وأهمية هذا الكلام عن الروح الجديدة تعود إلي أن السعودية ودول الخليج في سباق مع الزمن، لتعويض ما فات.. وأن يجيء ذلك من الرجل المسئول عن «بناء الدول السعودية الجديدة»، فهذه هي قيمة هذا الكلام، ولذلك نجد «تجاوباً» رائعاً من الشقيقة السعودية في كل ما يتم تنفيذه في مصر.. وما يقوله سمو ولي العهد ليس انفعالاً بما رآه مثلاً في منطقة قناة السويس من حفر أنفاق تحت مياهها، وما لمسه في مدينة الإسماعيلية الجديدة وهي باكورة تعمير وتنمية سيناء لأن هذه المدينة كلها.. تقع في سيناء.

<< هنا نتوقف عند هذا التفاؤل بحاضر ومستقبل العالم العربي الذي تظهر ملامحه واضحة.. وحذرنا سمو ولي العهد من نظرتنا لكثير من الأمور.. منها اننا نعطي لموضوع قطر اهتماماً أكبر مما تستحق وكذلك لقضية المخطط الإيراني ضد عروبة المنطقة.

ثم تلك الزيارة - غير المسبوقة - للكاتدرائية القبطية ولقاء سمو ولي العهد للبابا تواضروس.. وتأتي قيمة هذه الزيارة في أنها تجيء من ولي عهد السعودية، حيث الحرمين الشريفين واعترافاً بأن الاسلام لا يتعارض مع أن تسود روح التعاون مع المسيحيين.

هي فعلاً روح جديدة.. تفوق- حتي كلمات- التعاون المشترك أو حتي التنسيق.

وهي روح جديدة تتوج علاقات القاهرة بالرياض.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف