المساء
سمير رجب
"غداً.. مساء جديد" المساواة بين بني الوطن ليست بالكلام فقط






Email
Me@samirragab.com


من مليارديرات الجامعات الخاصة إلي عمال التراحيل المقهورين

كانت الجامعات الخاصة - ومازالت- مأوي لأصحاب المجاميع الضئيلة من الأبناء والبنات يلجأ إليها أولياء أمورهم متحملين ما تفرضه من مصروفات باهظة طالما أصبحت شهادات الليسانس والبكالوريوس في متناول الأيدي.
علي الجانب المقابل فقد استغلت فئة من رجال الأعمال الفرصة.. واتخذوا من هذا النشاط وسيلة للثراء الفاحش والسريع..!
ولم لا.. ومصروفات كلية طب الأسنان- علي سبيل المثال - تبلغ 70 ألف جنيه للطلاب المصريين و16 ألف دولار لغير المصريين.. وكلية الصيدلة 54 ألفا للمصريين مقابل 12 ألف دولار لغيرهم..!
وقد ظلت تلك الجامعات بعيدة عن أي ضوابط من أي نوع .. حتي تنبهت الدولة مؤخرا وأخضعتها لمكاتب تنسيق خاصة ومع ذلك فإن الأبواب الخلفية يجري فتحها وإغلاقها حسب الظروف والأهواء .
***
وبالرغم من أن الدستور ينص علي المساواة بين جميع بني الوطن وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص إلا أن ثمة هوة واسعة بين أناس وأناس.. بين أصحاب الجامعات الخاصة علي سبيل المثال الذين يحققون مكاسب بالمليارات وبين هؤلاء الذين يفترشون الأرصفة.. ويتنقلون من مدينة إلي مدينة ومن قراهم إلي العاصمة بحثا عن لقمة العيش..!!
ليس هذا فحسب.. بل إنهم يعيشون علي كف القدر.. فمن يمرض منهم.. أو يتعرض لحادث أو.. أو .. لا يجد من يهون عليه مصائب الدنيا.. ولا من يحمي أبناءه من مفاجآت الزمان.
***
من هنا.. فأنا أتصور أن الربط بين تقييد إنشاء الجامعات الخاصة وبين توفير مظلات الحماية للعمالة المؤقتة.. واقعي.. وأساسي.. ويعكس دلالات عديدة من شأنها التأكيد علي أن الكلام فقط لا يجدي ولا ينفع.. بل لابد من تحويله إلي إجراءات عملية.. ورؤي قابلة للتنفيذ.
في نفس الوقت.. فإنه يسد ثغرة مهمة تتعلق بجودة التعليم مع إبلاغ رسالة إيجابية مؤداها.. أن "السبوبة" في أي مجال من المجالات في سبيلها إلي زوال..!
***
إن شرط التوأمة بين الجامعة المقترح إنشاؤها وأخري من بين أفضل50 جامعة علي مستوي العالم سوف يضمن لنا ولا شك تخريج أجيال نالت قسطا من التعليم الجيد.. وليس رأس مالها الوحيد.. قدرة السيد "الوالد" علي أن يدفع أكثر..!
أما هؤلاء المهمشون الذين يعانون منذ قديم الأزل من حياة البؤس والفقر والعوز.. فها هي منافذ الأمل تفتح آمالهم بعد طول عذاب.
لقد سعدت كما سعد غيري.. بمسارعة البنوك والشركات واتحاد العمال باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحويل نداء الرئيس إلي واقع ملموس.
ولعل الكثيرين.. لم يشهدوا بأعينهم مدي الإذلال الذي يتعرض له نحو15 مليونا من أبناء هذا الوطن.. كل جريرتهم أنهم نشأوا وسط بيئة فقيرة أو تحت خط الفقر أو أصابهم من ظروف الحياة ما حال بينهم وبين أن يستمتعوا ولو بقدر بسيط من يسرة العيش ووفرته.
إني أدعوكم.. لكي تشهدوا كيف يتدفق هؤلاء البؤساء المقهورون علي الشوارع فجر كل يوم ليحتلوا أماكنهم فوق الأرصفة أو بين "جزر الطرق".. انتظارا لمن يجيء إليهم حاملا بارقة أمل..!
إن السباق المحموم بينهم يدمي القلوب.. فما بالنا عندما يتقدم بهم العمر.. أو يعترضهم طارئ ليس في الحسبان..؟!
.. وللأسف فقد استغلت شركات خاصة وعامة ظروف هؤلاء القوم أسوأ ما يكون الاستغلال فلا تأمينات ولا معاشات.. ولا إعانات .. ولا منح .. ولا حتي أجور عادلة..
***
من هنا أعود لأقول.. إن المجتمع المصري يتهيأ لتغيير جذري.. من شأنه ترطيب المناخ بين الجميع.. عسي أن تتواري رغبات التربص.. وأحاسيس التفرقة الصارخة.. ويعود مجتمعا هادئا وديعا تسوده مظلات التكافل الوجداني والمشاركة الجماعية الخالصة والصادقة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف