طارق مراد
هاتريك - السعيد وكاسونجو في الأدغال الأفريقية
علي بركة الله يبدأ قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك رحلتهما الشائكة في الأدغال الأفريقية خلال الساعات القادمة عندما يستضيف غدًا المارد الأحمر مونانا بطل الجابون في ضربة البداية لبطولة الملايين الأفريقية لكأس دوري الأندية الأبطال.. وفضل الأهلي إقامة المباراة باستاد القاهرة الدولي عن باقي الملاعب التي طرحت أمامه استنادًا لما يحمله لهم من ذكريات جميلة وانتصارات صنعت أمجاد الأهلي في القارة السمراء.
أما القطب الثاني المارد الأبيض فيخوض أولي مبارياته أمام البطل الإثيوبي ولايتا ديتشا بعقر داره ووسط جماهيره في ضربة البداية لمشواره في كأس الكونفدرالية وهو لقب يحلم ويسعي نجوم الزمالك لضمه لدولاب بطولاتهم في قارتنا السمراء العظيمة. فالزمالك صال وجال في دوري الأبطال البطولة الأصعب والأغلي دوري الأبطال وتوج بها خمس مرات وصنع أمجادًا تاريخية ولكن كأس الكونفدرالية مازال غائبا عنه وفي ظل تقلص فرصة الزمالك في اللحاق بدرع الدوري المحلي الذي حسمه منافسه التقليدي الأهلي بنسبة 99% هذا الموسم للعام الثالث علي التوالي.. أصبح كأس الكونفدرالية هو الفرصة المتاحة أمام لاعبيه لتعويض ما فاتهم محليًا ومصالحة جماهيرهم.. والحلم الذي يراودهم ويعتبرونه هدفهم الأغلي.
ولعلنا نتفق أن كلاً من الأهلي والزمالك يمر في تلك الفترة بمرحلة انتعاش وصحوة وحالة فنية وبدنية رائعة أسعدت جماهيرهما في المباريات الأخيرة التي قدمها نجوم الفريقين في المسابقة المحلية وهو ما يمثل رسائل اطمئنان بأنهم جاهزون ويراهنون علي أن هذا التألق المحلي سوف ينعكس في رحلتهم الشاقة في الأدغال الأفريقية.
فالأهلي يعزف منفردًا علي قمة الدوري.. نتيجة وصول لاعبيه لحالة من الانسجام والتفاهم الخططي علي المستوي الفردي والجماعي للقمة ولأعلي معدلاتها.. جعلت فوزه علي منافسيه في الدوري بمثابة مهمة سهلة فالفريق بات يتمتع بخطورة وفاعلية شديدة في حالة الهجوم وصلابة دفاعية يصعب اختراقها.. وهو ما يعني أن بطل مصر يعيش أفضل وأسعد أيامه معنويًا وفنيًا وبدنيًا وذهنيًا.. ومن الطبيعي أن إدارة وجماهير الأهلي تنتظر من لاعبيها أن يستثمروا حالة الإبداع الكروي الذي يقدمونه محليًا بتحقيق فوز كبير يضمن للفريق حسم الصعود لدور الـ 16 من قاهرة المعز فالحلم كبير جدًا ألا وهو استعادة لقب كأس الأميرة السمراء الأغلي الغائب عن قلعة الجزيرة الحمراء منذ 4 مواسم.. ومن حُسن الطالع أن القوة الضاربة للفريق قد اكتملت بعودة نجم الفريق وصانع ألعابه عبدالله السعيد لينضم لماكينة الأهداف المغربية وليد أزارو والبلدوزر المرعب أجايي.. وهو ما يؤكد أن الأهلي جاهز لمواجهة البطل الجابوني الغامض.
أما الزمالك فقد نجح معه مدربه إيهاب جلال في استعادة الكثير من قوة وخطورة الفريق وإعادة الثقة للاعبيه وللجماهير والاستقرار الفني من خلال تثبيت التشكيلة وبات يتمتع بملامح وشكل قاده من جديد لاسترداد هيبته ومكانته المحلية وتوالت الانتصارات ليس هذا فقط بل أجمع الخبراء أن الزمالك أعاد افتتاح مدرسته لفنون وهندسة الساحرة المستديرة بفضل تطور وجمال العروض والتي ترجمها نجوم الزمالك بقيادة كاسونجو وطارق حامد ومعروف يوسف ونانا بوكو وعبدالله جمعة ومحمد عنتر إلي انتصارات مدوية وبنسبة تهديف عالية.. تؤكد علي أرض الواقع أن المارد الأبيض يقف حاليًا علي أرض صلبة تؤهله لقبول هذا التحدي الصعب أمام ديتشا الإثيوبي وسط جماهيره وفي ظل نقص الأكسجين لارتفاع إثيوبيا عن سطح البحر وهي المشكلة التي تواجه كل من يلعب هناك وهذا السلاح الذي يصب في صالح ديتشا يجعل الزمالك مطالبًا بتوزيع جهده علي مدار المباراة والاعتماد علي سرعة وحركة الكرة توفيرا للجهد البدني مع التركيز في الفرص المتاحة للتهديف بما يضمن نجاح الفريق في تحقيق نتيجة إيجابية تقوده لاستكمال رحلته في الكونفدرالية الافريقية قبل مباراة العودة بالقاهرة.