كتبت هذا المقال منذ عام بالضبط بتاريخ 27 مارس 2017، والسؤال: هل نجح وزير التموين الدكتور علي مصيلحي في مواجهة أزمات مشتعلة إبان توليه مهام منصبه الوزاري؟
كان الأكثر راحة أن يظل عضواً بمجلس النواب، يفرد عضلاته علي الحكومة ويجلدها في الفضائيات، ويفرح به أهل الدائرة عندما يهاجمها في التوك شو، وإجازة أسبوعين في البلد حيث يرتدي الجلباب البلدي، ويجلس وسط أهل دائرته الطيبين، ولكن وزير التموين علي مصيلحي ترك هذه النعمة الكبيرة واختار التعب والصداع ودخول عش الدبابير، ونال اللسعة الأولي في الكارت الذهبي، حيث نُصبت المحاكمات وارتفعت المزايدات، واتجهت نحوه السهام والطعنات، رغم أن الرجل كان جالساً علي كرسيه لتوه.
علي مصيلحي لن يستسلم ولن يثنيه أحد عن تنفيذ »اللي في دماغه«، وهو يحفظ مشكلة الدعم ويعرف مواطن الخلل في توزيع المواد التموينية، ومن قراراته التي أشيد بها إنهاء «بلهنية» البطاقات التموينية، وقصر السلع المدرجة فيها علي الأساسيات، السكر والزيت والأرز ويمكن إضافة الشاي، أما خزعبلات الشامبو ومعاجين الأسنان والتونة المفتتة وغيرها، فليس مكانها بطاقات التموين ولا استخدامها كسبوبة، لتصريف الراكد والمخزون من السلع، وهذه خطوة ضرورية لرد اعتبار البطاقات، والله معه لإتمام الخطوة الثانية والأهم، وهي تنقية البطاقات وطرد غير المستحقين، الذين يستبيحون لأنفسهم ما ليس لهم حق فيه.
قرارات الوزير مصيلحي تبشر بالنجاح، واجتياز الأزمات وتداركها فور وقوعها، فقد بدأ مبكراً الاستعداد لرمضان بوقت كافٍ، بتوفير احتياطي استراتيجي من مختلف السلع التي يزداد الإقبال عليها في الشهر الكريم، خصوصاً السكر والزيت والأرز، وينوي افتتاح سلسلة من المعارض بأسعار أقل من الأسواق، ولكن «يا ريت» يبادر بتجربة أسواق اليوم الواحد التي تطبقها الدول الكبري، ويخصص ساحات للمزارعين والتجار لعرض منتجاتهم مباشرة دون وسطاء أو سماسرة، اختصاراً لحلقات الاستغلال وخصماً للأرباح الخرافية التي يحصل عليها السماسرة، فيضرب ثلاثة عصافير بحجر، ويسهم في خفض الأسعار بشكل كبير.
رمضان شهر الكنافة والقطايف والحلويات، واللحوم والأسماك والدواجن، والزبادي والفول المدمس والطعمية والجبن، والسلطة والخشاف والبلح وقمر الدين، لذلك نقول لبعضنا رمضان كريم، بالخير والأكل والعزومات وموائد الرحمن، والوزير مصيلحي أعد العدة لمواجهة زيادة الاستهلاك، بتوفير مخزون من السلع الأساسية يكفي احتياجات المواطنين خلال الفترة المقبلة، حيث يكفي السكر 7 أشهر والأرز 3.5 شهر والزيت 3 شهور، وأنه يتم توفير السلع أولاً بأول، إضافة إلي طرح السلع الغذائية ومنتجات اللحوم والدواجن بمنافذ المجمعات الاستهلاكية، يعني وزير التموين متيقظ ومنتبه ومستعد.. الله معه ومعنا وتعدي الأيام الطيبة المقبلة بكل خير.
التعليق:
اعتقادي أن الدكتور علي مصيلحي نجح في نزع الألغام عن قضايا تموينية كانت ملتهبة، فلا طوابير أمام الأفران، وتوافرت السلع بشكل كبير مع ارتفاعات مفاجئة في الأسعار، يتم السيطرة عليها بإجراءات حكومية مناسبة.
لكن..
علينا أن نساعده بإطلاق مبادرة «اترك بطاقتك التموينية، ونخاطب بها كل القادرين، ليتركوا المخصصات لأهالينا الأحق بذلك، فلا يعقل أن يكون دعم البطاقات 80 مليار جنيه سنوياً ويتسرب جانب كبير منها لمن لا يستحقون، اتركوا الدعم لمن يستحقه، ولا تزاحموا المحتاجين في لقمة العيش».