الجمهورية
سمير رجب
خيوط الميزان
تقرير سياسي شامل عن أحداث الساعة
* .. والمشروعات القومية.. أمن قومي عربي وليس مصريا فقط
* الحرب الشاملة ضد الإرهاب تعلي صروح التنمية في كل مكان
* لماذا حرصت السعودية علي توقيع اتفاقيات استثمار مشترك معنا..؟!
* حكم الدستورية العليا.. بإلغاء جميع أحكام تيران وصنافير جاء في توقيته المناسب
* صبية قطر لم يعودوا يتحملون التقارب السعودي- المصري..
* مازالوا يصرون علي الرهان علي الأحصنة الخاسرة!
* شرابي وعبد المقصود
وغنيم.. نهايتهم أوشكت في تركيا
* ممثل البرلمان التركي يحاول في القاهرة إصلاح ما أفسده أردوغان
تحرص مصر دوما علي أن تبعث برسائل للدنيا كلها بصفة عامة وللأخوة العرب بصفة خاصة تؤكد من خلالها أن الحرب التي تشنها ضد الإرهاب إنما تبغي من ورائها تحقيق الأمن والاستقرار في شتي بقاع الأرض.
تقوم مصر بهذه المهمة المقدسة دون أن تطلب عون أحد.. ودون تكليف غيرها بخوض المعارك نيابة عنها.. بل ارتضت أن تقدم التضحيات وتتحمل الصعوبات معتمدة علي الله سبحانه وتعالي وعلي قوة وإرادة جنودها البواسل.
وغني عن البيان.. أن هذه الحرب تهدف أيضا من بين ما تهدف إلي إعلاء صروح التنمية فلا تنمية بدون أمن أو سلام كما أن المجتمعات حينما ينشغل أفرادها في عمليات البناء والتعمير.. فلا تفكر الغالبية العظمي منهم في ممارسة العنف من قريب أو من بعيد.
يعني ببساطة.. استزراع الأرض وحفر الآبار
.. يحتاج إلي جهد ووقت وصبر وطول بال وعناء محبب للنفس.
من هنا فلا يستسيغ العقل ـ أي عقل ـ أن يترك من اختار طريق الأمل ليذهب إلي الاتجاه.. المضاد حيث التخريب والتدمير ونسف القيم والمعاني..!
***
وإذا كانت مصر تريد أن تقول للأخوة العرب ولا سيما في دول الخليج إن أمنهم القومي من أمنها أيضا فإن هذا الأمن لا توفره القوة العسكرية فقط.. ولكن يؤازرها ويدعمها أعمال البناء والتعمير حسبما أشرت آنفا.
ولعل ذلك من بين أسباب.. دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة السعودية لزيارة أهم مشروعاتنا القومية وعلي رأسها قناة السويس والمنطقة الصناعية التي تقام علي ضفتيها.
وكيف أن مشروع تنمية هذه المنطقة سيحول مصر - كما شرح الفريق مهاب مميش - إلي مركز تجاري لوجستي عالمي فضلا عن توفير فرص استثمارية ضخمة في قطاعات الصناعة والخدمات والسياحة لتشمل من بين ما تشمل إقامة جسور التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروع نيوم السعودي علي ساحل البحر الأحمر.
هذا الكلام.. يا سادة لا ينبغي أن يمر مرور الكرام.. بل لابد من أن نتوقف أمامه مليا..لأسباب عديدة أن الاستثمار في مصر.. تمتد نتائجه الإيجابية علي الفور إلي السعودية التي من مصلحتها أيضا التجاوب مع النظرية والتطبيق في آن واحد.. وإذا كان التوجه العام دوليا.. يكمن في النشاط اللوجستي. والخدمي والسياحي.. فإن البلدين حينما يعزفان سيمفونية واحدة.. فإن الفائدة تعم شعبيهما بكل المقاييس.. وعندما يتحقق ذلك.. فسوف تتواري تلقائيا أي نوازع مرضية للعنف والإرهاب.
***
استنادا إلي تلك الحقائق.. فقد بدا حرص السعودية.. دوما علي توقيع اتفاقيات اقتصادية مشتركة مع مصر والتي تمثلت مؤخرا في الصندوق الاستثماري السعودي والمناطق الحرة.. والبقية تأتي.
وتجدر الإشارة إلي حقيقة مهمة تقول إن السعودية تدخل الآن مرحلة جديدة في تاريخها تقوم علي الانفتاح "الآمن والعاقل" وممارسة نشاطات ترفيهية وسياحية وفنية لم تكن موجودة من قبل الأمر الذي يفتح الآفاق بين القاهرة والرياض أكثر وأكثر..!!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن الحكم الذي أصدرته المحكمة الدستورية العليا في مصر مؤخرا والذي يقضي بإلغاء جميع الأحكام الصادرة من قبل بالنسبة لجزيرتي تيران وصنافير.. قد جاء في توقيته المناسب تماما..حيث أكدت الدستورية العليا أن مثل هذا الأمر من أعمال السيادة وتلك في حد ذاتها رسالة جديدة جاءت تلقائيا لتعلن للمصريين والسعوديين علي حد سواء أن احترام المواثيق والمعاهدات بالنسبة لنا مبدأ لا نحيد عنه.. في نفس الوقت فيستحيل.. يستحيل التفريط في ذرة رمل واحدة من أرض الآباء والأجداد..!
***
ثم..ثم نجيء إلي صبية قطر الذين لا يروقهم التعاون المصري - السعودي.. أو التقارب المصري - الإماراتي.. أو البحريني.. أو.. أو..!
لقد توهم هؤلاء الصغار.. أن قرار جبهة المقاطعة الذي يضم الدول الأربع لن يستمر طويلا.. فإذا بالواقع يمنيهم بهزيمة شنعاء.. مما جعلهم يستجدون إعادة العلاقات بأية وسيلة من الوسائل دون جدوي..!
فالمواقف واضحة.. وشروط المصالحة لا تقبل لبسا ولا تأويلا.. وبالتالي فليستمروا في غيهم وضلالهم حتي يوقنوا أن الحق أحق أن يتبع..!
***
لكن ما ينم عن مدي غباء هؤلاء القوم.. إصرارهم علي الرهان علي الأحصنة الخاسرة.. الذين يستخدمونهم أسوأ استخدام.. ويفردون لهم شاشة تليفزيون الفبركة والضلال إياه.. ليشنوا هجومهم ضد مصر والمصريين علما بأن كلماتهم أصبحت معادة ومكررة وخاوية المعني والمضمون..!
مثلا.. ماذا تبقي لدي القاضي "الهارب" وليد شرابي الذي ألقي بنفسه في أتون جماعة الإخوان الإرهابية وبمضي المدة لم يجد أمامه من سبيل سوي أن يأتمر بأوامرهم.. ويجثو تحت أقدامهم..!
نفس الحال بالنسبة لصلاح عبد المقصود وزير الإعلام في عهد مرسي والذي اشتهر بمغازلة الصحفيات والمذيعات علي الهواء.. ووجدي غنيم الصادر ضده حكم بالإعدام وصاحب الفتوي الشاذة والغريبة.. والتي وصف بها المشاركين في احتفالات الكريسماس بالعصاة..!
ولعلم هؤلاء جميعا.. فإن النظام في تركيا علي وشك أن يطردهم من أرضه شر طردة والأيام بيننا.. خصوصا وأن الشواهد ليست غائبة عن الأذهان.. فها هو الأخ"أركوسكون"عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم وممثل البرلمان التركي في اجتماعات الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط المنعقدة في القاهرة يعلن صراحة أن الخلافات بين ومصر وتركيا في طريقها إلي الزوال قريبا.. فنحن أولا وأخيرا أخوة.. وبالنسبة لاعتراض بلاده علي اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر وقبرص قال إن القاهرة ليست هي المقصودة..!
وطبعا.. المغزي واضح.!
***
في النهاية تبقي كلمة:
اسمحوا لي أن أقدم عدة حقائق أساسية ربما تكون غائبة عن البعض منا:
* الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يقول إن قناة السويس تعد أرضا خصبة للاستثمارات الفرنسية.. وأن بلاده يسعدها التعاون مع مصر في المشروعات القومية..!
"للعلم" برج إيفل الشهير يعتبره الفرنسيون من أهم مشروعاتهم القومية.
* الصين أبدت استعدادها لتمويل المشروعات القومية والتنموية في مصر خلال الثلاث سنوات القادمة.
"للعلم أيضا": الصينيون يرون في سورهم العظيم مشروعا قوميا عملاقا.
* روسيا تقيم مع مصر 417 مشروعا في مجالات السياحة والخدمات والإنشاءات والاتصالات.
"للعلم": محطة الضبعة النووية تعد من أهم المشروعات القومية في كل من مصر وروسيا علي السواء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف