خالد امام
شعار "اغلط .. واعتذر ".. لن تفرضوه علي الدولة
قولوا ماشئتم عن خيري رمضان .. اطعنوا في مهنيته . اتهموه بالاجرام في حق الشرطة . طالبوا بايقافه أو حتي استبعاده .. خذوا منه حقكم ولكن اعطوه حقه ولا تصفوه بالخيانة والتآمر .
يظن البعض ان قضية خيري رمضان بسيطة ومكررة وان الضجة التي اثيرت حولها والاجراءات المتخذة مبالغ فيها .. الا ان الحقيقة انها ليست بسيطة ومن ثم فان تكرارها يستوجب عدم التهاون أو الطبطبة ووضع ضوابط حاكمة للعمل الاعلامي .
** من حيث الخطأ .. فان خيري رمضان اخطأ خطأ فادحاً .. وغلطته - بعيداً عن التخوين والتآمر - مهنية بحتة تتلخص في الآتي :
* اولاً .. رغم انه صحفي واعلامي فقد ابتعد عن المهنية عندما عرض قصة من زعمت انها زوجة ضابط شرطة وتفكر في العمل خادمة لتكفي احتياجات اسرتها وان زوجها يتمني الاستشهاد حتي تحصل الأسرة علي تعويض ومعاش كبيرين وغير ذلك دون ان يتحقق بشكل رسمي أو غير رسمي من صحة المعلومات التي ساقتها هذه السيدة من مصادرها وهي وزارة الداخلية ولا اظن ان احداً في الوزارة كان سيمتنع عن مده بالمعلومات الصحيحة .. وهذه ابسط القواعد الصحفية والاعلامية .
* ثانياً .. انه افتقد "السنس" حيث لم يختر الوقت المناسب لطرح هذه القصة المفبركة والمبالغ فيها .. فقد طرحها في وقت تخوض فيه الشرطة مع الجيش "حرب وجود" يستشهد فيها ضباط وجنود علي مدار الساعة .. وقصة كهذه يمكن ان تثبط همتهم وتؤثر في معنوياتهم مما يعود بالسلب علي نتائج المواجهة .
* ثالثاً .. انه بما فعله اما انه اعتبر برنامجه "عزبة خاصة" يطرح فيه مايشاء دون العودة الي أحد أو انه تشاور مع نقابة الاعلاميين والمسئولين في ماسبيرو ومع رئيس تحرير البرنامج والمعد وبالتالي اذا كانوا قد وافقوه فانهم يكونون في خندقه "غير المهني" ويسري عليهم مايسري عليه واذا كانوا عارضوه وانفرد هو بالقرار فليتحمل بمفرده النتائج كاملة .
** اما من حيث الاجراءات الواجب اتخاذها فانها - في رأيي المقتنع به - كالتالي :
1 - عدم التهاون والطبطبة في أي خطأ اعلامي مع أي احد وليس خيري رمضان فقط .. فمن اخطأ لابد من محاسبته .. الاعلام جهاز حساس يدخل كل بيت ويؤثر في اهله سلباً أو ايجاباً .
2 - الهوجة التي قادها بتشنج بعض الاعلاميين المتلونين "بتوع كل عصر ثم ضده" غضباً من حبس خيري رمضان المخطيء حتي اذنيه ومطالبتهم بالافراج عنه فوراً بحجة انه "اخطأ .. واعتذر" هي لا تعدو ان تكون كلام طبالي وشلت .. اخطأ فلابد ان يحاسب بالقانون .. واعتذاره لا يعفيه من المحاسبة ولكن فقط قد يخفف عنه الحكم اذا قبلت الجهة المضاره اعتذاره .. هذه الهوجة لا يدافع اصحابها عن خيري رمضان بقدر مايحاولون بها حماية انفسهم وتحصين اخطائهم هم بوضع "نموذج" يريدون فرضه علي الدولة في أي خطأ مهني مستقبلاً تحت شعار "اغلط .. واعتذر" وينتهي الأمر .. وطبيعي اذا طُبق هذا الشعار مرة فلابد ان يطبق بالمثل كل مرة معهم جميعاً .. لا ياسادة .. لن تفرضوا شعاركم المغرض هذا علي الدولة وعلينا ابداً .. فقد انتهي زمن الطبطبة . ومعلش . وغلط واعتذر ومش هنشنقه . وغلطة وعدت .. الي غير هذه الألفاظ التي لم يعد لها سوق الآن .
3 - عدم الجمع بين الصحافة والاعلام .. الصحفي لا يجب ان يعمل مذيعاً أو مقدم برامج والعكس صحيح .. ومن يرد من الصحفيين العمل في الاعلام فلابد أن يُحذف اسمه من جداول نقابة الصحفيين حتي لا يتفرق دم اي خطأ بين القبائل مثلما يحدث الآن حيث نجد صحفياً اعلامياً يخطيء فيتوه خطؤه بين 5 جهات "المجلس الأعلي لتنظيم الاعلام .. والهيئة الوطنية للاعلام .. والهيئة الوطنية للصحافة .. ونقابة الاعلاميين .. ونقابة الصحفيين" .. ما هذا العك..؟؟
4 - لا يوجد أي تعارض ابداً بين محاسبة الاعلامي "مهنياً" امام نقابته ومحاسبته "جنائياً" امام القضاء "نيابة ومحاكم" .. وهذا مايطبق فعلاً علي الصحفيين غير مزدوجي الانتماء .. فالصحفي اذا نشر خبراً أو موضوعاً به اساءة لشخص أو جهة ما دون مستندات تثبت مانشره فان من حق هذا الشخص أو تلك الجهة تحريك الدعوي الجنائية ضده بل وضد رئيس تحريره ورئيس مجلس ادارة مؤسسته متضامنين .. اضافة الي محاسبة هذا الصحفي نقابياً وداخل مؤسسته ايضاً .. وبالتالي يجب ان يكون المعيار واحداً ويطبق ذلك علي الاعلاميين ايضاً .
وفي النهاية اقول : يعود أو لا يعود خيري رمضان الي برنامج "مصر النهاردة" فهذا قراره .. لكن يجب ان يعلم هو وغيره ان الاجراءات القانونية التي اتخذت ضده سليمة ولا مبالغة فيها .. ولعله يكون قد تعلم وادرك ان "ليس في كل مرة تسلم الجرة" .. وليت غيره يحذر .
حفظ الله مصر .. وتحيا مصر وطناً وشعباً وقيادة وجيشاً وشرطة .. والمجد لشهدائنا جميعاً .