حزين عمر
"نيوم" والدعاية الإخوانية
"وقد أسمعت لو ناديت حياً.. ولكن لا حياة لمن تنادي"!! هذه درجة من درجات التجاهل لكل ما هو إيجابي وبناء. ودرجة من درجات الغي مع سبق الاصرار.. لكن تنظيم الإخوان الإرهابي أخبث من أن يكون جثة هامدة. إنه تلوث سرطاني ممتد. يمارس الزحف علي كل انجاز يحرزه الوطن ويسعي لتفجيره أو مسخه أو تشويه.
هكذا بادروا إلي الاستخفاف بمشروع قناة السويس. وبادروا إلي التقليل من شأن العاصمة الإدارية الجديدة التي ظلت مطلباً قومياً طوال خمسين عاماً. وحلماً مستعصياً حتي حوله الرئيس السيسي إلي واقع.. شكك التنظيم الإرهابي كذلك في كل الانجازات في مجال الإسكان متهمين الدولة بأنها تتجاهل البسطاء وترضي القادرين. فإذا أقامت الدولة مدناً للعشوائيات. كالأسمرات. دسوا رءوسهم في الرمال وكأنهم لا يرون. بل شككوا في امكانية وصولها لمستحقيها.
ليس للدولة أن تنتظر من هؤلاء الخصوم المأجورين أن يمدحوها أو يشيدوا بعطائها للشعب أو حتي يصمتوا ولا يبثوا الشائعات ويحيلوا كل ما هو عظيم إلي تافه.. فسوف يظل الخصوم خصوماً. ولن يرضوا عن إنجاز الدولة ولا رئيس الدولة أبداً إلا إذا سلم لهم قياد الوطن ليبيعوه مفروشاً وممزقاً لتركيا وقطر والصهاينة!!
سياسة أعداء الداخل هذه في التشويه والدعايات المغرضة وطمس الحقائق تبرز وتلتهب كلما تقدمت مصر خطوة للأمام.. فما بالك إذا كانت مصر تقفز عقداً من الزمان في كل عام؟! ومن قبيل هذه القفزات ما نراه الآن متجسداً علي أرض الواقع عبر زيارة الأمير محمد بن سلمان للقاهرة مؤخراً. ولا نتوقف عند الاحتفاء المصري به منذ أن استقبله الرئيس السيسي بنفسه علي سلم الطائرة. ورافقه في تحركاته بمصر. فهذا واجب الشقيق تجاه شقيقه. هذا رد لوقفة السعودية معنا في أزماتنا منذ ثورة 30 يونيه.. ولذا ما نتوقف عنده هو تجسيد هذه القفزات المصرية ــ وتشاركها السعودية الآن ــ علي أرض الواقع الاقتصادي. في زيادة الاستثمار وفي تجديد الأزهر ثم في المشروع الدولي الضخم الذي يتكلف 500 مليار دولار ويحمل اسم "نيوم".. ولا تعود قيمته إلي تكلفته فقط. بل كذلك لتجسيد معني العروبة والتواصل والارتباط المصيري بين مصر والسعودية.. بحيث أزيلت الحدود الجغرافية بين الشقيقتين. بالإضافة إلي الأردن.. لتقام المشروعات العملاقة في منطقة تعبر حدود الدول الثلاث وتحولها إلي كتلة بشرية وإنسانية واقتصادية واحدة.
هذا الانجاز الكبير ترجمه الإخوان فوراً إلي تنازل مصري عن أرض في سيناء!! ودارت هلوساتهم في هذا المدار.. ولن تتوقف هذه الدعايات والهلوسات أبداً حتي لو أنزلت لهم جنة عدن إلي الأرض!!