الأهرام
ريهام مازن
من قلبي : كواليس الحوار مع فاروق جويدة !!
اتصلت بهاتف الشاعر الكبير الأستاذ فاروق جويدة، لإجراء حوار خاص معه لبرنامج "فنجان قهوة" والذي نستضيف فيه شخصيات عامة ومرموقة، على راديو الأهرام.. ولكنه لم يجب! توقعت أن يكون منشغلاً، فلم أُرِد الإلحاح في الاتصال وقررت معاودة الاتصال في اليوم التالي، إلا أنه اتصل بي بعدها بقليل.. ودون تردد قبل أن يكون ضيفاً على راديو الأهرام، وقال: سأتصل بك حين أكون مستعدا.. وبالفعل تم اللقاء خلال أسبوع من الاتصال.
يوم الثلاثاء الماضي، ذهبت لمكتب الأستاذ فاروق جويدة في الطابق السابع بجريدة الأهرام، ومنحني الشاعر الجليل من وقته قرابة الساعة لإجراء الحوار، والذي شعرت فور الانتهاء منه أن الوقت مضى سريعا .. وتمنيت أن يطول الحوار مع هذا الشاعر الجميل المتواضع، الرقيق والراقي والمهذب.

أثناء الحوار، رنَّ هاتفه الخلوي أكثر من عشر مرّات، (وكان الأستاذ فاروق يضع الهاتف على خاصية الصامت إلى جواره على المكتب) وفي كل مرة أنظر للشاشة وهي تضيء، وأسأل نفسي: هل سيقطع شاعرنا الحوار للإجابة؟ إلا أنه لم يلتفت له أصلاً، حتى وإن لمحه يرّن بطرف عينيه.. لكن في الدقيقة 11 و45 ثانية، اضطر لقطع الحوار بعفوية، عندما رنَّ هاتف مكتبه الخاص، (وقد تنبهت فيما بعد أن هذا الهاتف خاص بالقرّاء، ولا يمكن أن يؤجل الأستاذ فاروق الرد عليهم)، وكان أحد القرّاء المتصلين يتحدث معه عن مشكلة ما ويطلب منه أن يطرحها على الدولة من خلال مقاله اليومي في جريدة الأهرام، فوعده بكتابة مقال في هذا الشأن في وقتٍ قريب.

فتح شاعرنا الكبير قلبه متحدثاً عن أشياء كثيرة تؤرقه وتسعده، وأهم ما يؤرقه مشكلة اللغة العربية التي أصبحنا نعاني منها في كل المجالات، وأنها أصبحت تشكِّل تهديداً للعالم العربي، وأن الأجيال القادمة، إذا لم نحاول أن نجد لهم حلولاً، ربما لن يعرفوا شيئاً اسمه اللغة العربية، في خلال السنوات الست القادمة، وعلى الأكثر العشر سنوات.. كما طرح شاعرنا الكبير العديد من الحلول لهذه المشكلة، ولمسائل أخرى تحدثنا معه فيها.

تحّدث عن قصائده ومسرحياته الشعرية، وكيف أن قصيدة "عودة الأنبياء"، الأكثر طولاً في كتابتها، حتى أن كتابتها استغرقت عامين.. وعن مسرحيته الشعرية الجديدة "هولاكو" قال إنَّ أسماءً كبيرة مرشحة لها، أبرزهم الفنانة رغدة وفاروق الفيشاوي.

وحتى لا "نحرق" الحوار على المستمعين، سنكتفي بهذا القدر من الكلمات لحين عرض الحوار يوم الأحد القادم على راديو الأهرام بإذن الله.

ولمن لا يعرف، ولد الشاعر فاروق جويدة يوم 10 فبراير عام 1946 في محافظة كفر الشيخ، وعاش طفولته في محافظة البحيرة، وتخرج من كلية الآداب قسم الصحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية بجريدة الأهرام وتدرّج في المناصب، إلى أن أصبح علامة بارزة في تاريخ الأهرام وشاعراً جليلاً في الوطن العربي، بل والعالم أجمع.

فاروق جويدة هو أحد أشهر الشعراء المصريين في العصر الحديث تمكن من امتلاك قلب وفكر الكثير من الناس وخاصة الشباب، يجد القارئ لقصائده العديد من المعاني الجميلة التي تفيض بالمشاعر المعبرة والأحاسيس، فنجده ينظم قصائد الحب الحالمة الناعمة إلى جانب القصيدة الوطنية الثائرة، وقد برع في كليهما.

غنَّى له كاظم الساهر قصيدة "لو أننا لم نفترق"، و"من قال إن النفط أغلى من دمي"، كما غنَّت له سمية قيصر المغربية، قصيدة "في عينيك عنواني"، كما غنّت له الفنانة سميرة سعيد قصيدة "يقولون عني كثيراً" وغنَّت له فرقة الخلود اليمنية قصيدة "اغضب".

ولم يكتف جويدة بعشقه للشعر، فهو أيضاً صاحب حس صحفي مميز له آراءه الجريئة التي نجده يحمل فيها الهم المصري والعربي معاً، وله مقالة بصحيفة الأهرام المصرية بعنوان "هوامش حرة" يعرض من خلالها آراءه المختلفة، قال عنه أحد الشعراء: "فاروق جويدة يستطيع أن يذبح بخيوط من حرير".

تُرجِمَت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الإنجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية.

من قلبي: الشاعر فاروق جويدة، هو قيمة وقامة، لم يسعَ يوماً لمناصبٍ رسمية أو كرسي سلطة، لكنه حققَّ في الحياة ما هو أسمى وأعلى قيمةً، بفكره السياسي وشعره ومسرحياته الشعرية.

من كل قلبي: فاروق جويدة هو رمز من رموز الأهرام ومصر والعالم العربي وستظل أعماله الأدبية والصحفية باقية ومحفورة في الأذهان عبر الأزمان.. تحيا مصر دائماً مرفوعة الرأس والهمم بأبنائها المبدعين المخلصين.

#تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف