أسامة الألفى
ماء «زمزم» بين العلم والافتراء
قرأت قبل أسابيع مقالة لكاتب لا أذكر اسمه فى جريدة نصف معروفة، يحذر من شرب مياه زمزم، زاعمًا أنها تسبب التسمم والمرض، مكذبًا بذلك أحاديث نبوية شريفة، تشيد بفضل مائها وكونه شفاء لمن استشفى به، بل وتجعل مجرد النظر فى زمزم عبادة تحط الخطايا. وللحق أن هذا الكاتب لم يأت بجديد، إذ اكتفى بترديد أقوال سبق أن روج لها بعض الغربيين الحاقدين على الإسلام فى سبعينيات القرن الماضي، هدفت إلى تشكيك المسلمين فى دينهم ومقدساتهم، وأفحمهم الملك فيصل بن عبد العزيز « يرحمه الله » بإرساله عينات من ماء زمزم إلى معامل أوروبا وأمريكا لتحليلها، وجاءت نتائج التحليلات -حسبما روى لى الصديق د.مهندس يحيى حمزة كوشك مدير عام مصلحة المياه بمنطقة مكة المكرمة الأسبق - مؤكدة خلو البئر من أى سموم، بل وخلوها من الفطريات على عكس ماهو حادث فى غيرها من الآبار، وتفرد مياهها عن غيرها من أنواع المياه الطبيعية والمصنّعة، وكونها تفوق فى ثرائها المعدنى أرقى أنواع المياه الصحية، والتى «عادة» تحتوى على ما مقداره 130-260 ملج/ ليتر من الأملاح المعدنية، بينما يبلغ مجموع هذه الأملاح فى ماء زمزم ما مقداره 2000ملج/ ليتر، تتوزع بنسب مابين كالسيوم ومانغيزيوم وبوتاسيوم وصوديوم وفوسفات وكبريتات وبيكربونات ونترات ونشادر ومواد غذائية وقلوية وهدروجينية، وأظهرت أبحاث علمية أن شرب ماء زمزم يفيد مرضى الشريان التاجى للقلب. وقد لفتت شهرة مياه زمزم انتباه العالم اليابانى ماسارو أيموتو رئيس معهد هادو للبحوث العلمية بطوكيو، ومؤلف كتاب «رسالة من الماء» ومؤسس نظرية تبلورات ذرات المياه، التى تعد إنجازًا علميًا فريدًا فى مجال أبحاث المياه، فأخضع عينات من مياهها لتجاربه، وخرج بعدها ليقول إن ماسبق له القيام به من تجارب بتقنية «النانو» على مياه من مصادر مختلفة، أثبتت عدم تغير أى من خواص المياه محل التجربة، بينما عندما أضاف قطرة واحدة من ماء زمزم إلى 1000 قطرة من الماء العادي، فوجئ بأن المياه اكتسبت خصائص ماء زمزم ! وأشار د. مسارو إلى أن تجربته أثبتت أن مياه زمزم لها ذاكرة تتمثل فى طاقة كامنة على السمع والرؤية والشعور والانفعال، حيث تتخذ أشكالاً هندسية مختلفة، بناء على ماتتعرض له من مؤثرات صوتية وبصرية، والتقط العالم اليابانى صورًا فوتوجرافية لبلورات مياه زمزم حين أسمعها شريطًا لآيات من القرآن الكريم، فتكونت مع كل آية بلورات ذات تصميم فريد غاية فى الصفاء والنقاء، وحين عرضت عليها صورة الكعبة المشرفة أتخذت شكلاً مكعبًا شبيهًا بالمسجد الحرام! لقد حيرت بئر زمزم علماء الطبيعة والجيولوجيا، فعادة تجف الآبار الجوفية بمرور الزمن، إلا بئر زمزم فهى على العكس لا تنضب، ولا تتغير مكونات مائها من أملاح ومعادن منذ ظهرت للوجود قبل آلآف السنين وحتى اليوم، بل إنها أيضًا تحافظ على منسوب ارتفاعها، فحين ضرب السيل مكة المكرمة عام 1941م، غمرت المياه الحرم حتى بلغت باب الكعبة، ومع ذلك لم يتأثر منسوب زمزم، إذ كانت البئر تدفق المياه للخارج، حتى لقد قال من شاهدوا هذا المشهد المعجز: «زمزم تنظف نفسها بنفسها».