جلال دويدار
خواطر - لكل أبناء شعب مصر: النظافة من الإيمان «٢»
تحدثت في مقال سابق عن تحرك الحكومة من أجل إيجاد حل لكارثة الزبالة والتي أدي تفاقمها إلي وصم مصر المحروسة بأنها دولة غير نظيفة. هذا التشويه لصورتنا لم يكن يقتصر علي داخل مصر ولكنه للأسف أصبح متداولا في الخارج من خلال زوارنا من الدول الأخري.
تمثل هذا التحرك كما أشرت في مقالي بإقدام الحكومة مشكورة بتأسيس شركة قابضة لهذا الغرض بمشاركة العديد من الوزارات والمؤسسات والبنوك. مهمة هذه الشركة إنشاء وحدات متخصصة لتدوير وتصنيع الزبالة المتجمعة يوميا علي مستوي كل المحافظات والمقدرة بعشرات الملايين من الأطنان.
الأهم من هذه الخطوة الحكومية لإنهاء هذه الكارثة هو مواجهة كراهية الكثير من أبناء الشعب المصري للنظافة. هذا المرض يتطلب تضافر جهود الدولة والمجتمع المدني والاعلام لتعليم وتوعية المواطنين بمختلف أعمارهم بأهمية وضرورة النظافة. لابد أن يفهم ويدرك هؤلاء المواطنون الذين ترتفع أصواتهم بالشكوي من تراكم الزبالة بأنهم يتحملون مسئولية تفشي هذه الظاهرة.
يأتي ذلك نتيجة القصور والانحراف في سلوكياتهم المصابة بداء عدم النظافة. إن من بين هذه السلوكيات المؤسفة التي تحتاج الي الردع ما يقدم عليه البعض من أصحاب السيارات الفارهة التي تتجاوز قيمة الواحدة المليون جنيه.. يتم ذلك بقذف زبالتهم من نوافذها أثناء تجولهم بالشوارع.
إن الحكومة والبرلمان مطالبان لإستكمال تنظيف مدن وقري الدولة المصرية.. بإصدار التشريعات والقوانين التي تقضي بالعقوبات المالية الباهظة علي كل من يلقي أي نوع من الزبالة في الشوارع. وجود هذه القوانين ليس بدعة. إنه إجراء سبقتنا في تفعيله الكثير من دول العالم وكانت المحصلة إيجابية لصالح النظافة. إن سنغافورة تعد من أشهر الدول التي تأخذ بهذه القوانين في معالجة مشاكل النظافة. إن عقوبة إلقاء أي بقايا أو حتي البصق في الشوارع لا تقل عن الـ١٥٠ دولاراً يتم دفعها فورا. نفس هذه القوانين موجودة في العديد من الدول من بينها المانيا والصين.
بالطبع فإننا في مصر نحتاج قبل اللجوء الي هذه القوانين لتوعية المواطنين بداية من مدارس الأطفال وحتي كل المستويات التعليمية بأهمية النظافة للحفاظ علي صورة وطنهم الي جانب حماية الصحة العامة. لابد أن تكون هناك فترة انتقالية للقيام بالتطبيق يتم بعدها تنفيذ العمل بالقوانين المطلوب صدورها. إن هذه القوانين وتطبيقها يدخل ضمن ما نحتاجه للنهوض والتقدم اللذين يستندان إلي انضباط السلوك والاخلاقيات القائمة علي تقديس النظافة.. عملا بالقول المعروف.. النظافة من الايمان.